منتــدى الســالميــه   
ملفي الشخصي | الدليل تسجيل الدخول | بحث | مســـاعدة | الألعاب | قائمة الإداريين | الصفحه الرئيسيه

  الموضوع الأقدم التالي   الموضوع الأحدث التالي
» منتــدى الســالميــه » القسم الـفـنـي » الســـاحـــــــة الــثــقــافــيــة » يذهب الجسد ويبقى الشعر ""محمود درويش""

 - إرسال هذه الصفحه لصديق!    
الكاتب الموضوع: يذهب الجسد ويبقى الشعر ""محمود درويش""
دمـــــاثـ
عضو نشيط
رقم العضويه 67684

This user is from Saudi Arabia
أيقونه 1 مرسله في     Offline  الملف الشخصي لـ دمـــــاثـ   البريد الإلكتروني دمـــــاثـ   إرسال رساله خاصه جديده       تحرير/حذف المشاركه 



 -

محمود درويش


الآن، في المنفى
نعم في البيتِ،
في الستّينَ من عُمْرٍ سريعٍ
يُوقدون الشَّمعَ لك
فافرح،
بأقصى ما استطعتَ من الهدوء
لَأنَّ موتاً طائشاً ضلَّ الطريق إليك
من فرط الزحام. . .، وأجّلك

قمرٌ فضوليٌّ على الأطلال يضحك
كَـ الغبي
فلا تصدِّق أنه يدنو لكي
يستقبلك
هُوَ
في وظيفته القديمة
مثل آذارَ الجديدِ
أعادَ للأشجار أسماءَ الحنينِ
وأهمَلكْ
فلتحتفلْ
مع أصدقائكَ
بانكسار الكأس

في الستين لن تجِدَ الغَدَ الباقي لتحملَهُ على كتِفِ النشيد ويحملكْ
قُلْ للحياةِ،
كما يليقُ بشاعرٍ متمرِّس:
سيري ببطء كالإناث الواثقات بسحرهنَّ وكيدهنَّ
لكلِّ واحدةْ نداءُ ما خفيٌّ:
هَيْتَ لَكْ / ما أجملَكْ!

سيري ببطءٍ، يا حياةُ ، لكي أراك بِكامل النُقصان حولي ، كم نسيتُكِ في خضمِّكِ باحثاً عنِّي
وعنكِ. وكُلَّما أدركتُ سرَاً منك قُلتِ بقسوةٍ: ما أّجهلَكْ!
قُلْ للغياب: نَقَصتني
وأنا حضرتُ
لأُكملَكْ!




فجيعة الشعر العربي برحيل عملاقه وعندليبه

( محمود درويش )


دبي - العربية نت

توفي الشاعر الفلسطيني محمود درويش مساء السبت 9-8-2008، عن 67 عاما

في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية. وكان درويش في وضع خطير

ويخضع للتنفس الاصطناعي منذ يومين، بعد حدوث مضاعفات لعملية

القلب المفتوح التي خضع لها الأربعاء.


وقال طبيب الشاعر، عبد العزيز الشيباني، إن قرارا اتخذ بالتشاور

بين الأطباء وأسرة الشاعر الكبير بنزع أجهزة الإعاشة عنه بعد

أن تبين استحالة عودة وظائفه الحيوية إلى طبيعتها.


وخضع الشاعر الفلسطيني للجراحة على أيدي الجراح العراقي حازم صافي

الذي يعتبر من أمهر الاختصاصيين في هذا المضمار.


وذكرت صحيفة "الأيام" الفلسطينية أن العملية تضمنت إصلاح ما يقارب 26 سنتيمترا

من الشريان الأبهر (الأورطي) الذي تعرض لتوسع شديد تجاوز درجة الأمان

الطبيعية المقبولة طبيا.


وقبل هذه العملية خضع درويش لقسطرة في القلب وسلسلة فحوص

دقيقة للتأكد من وضعه الصحي الإجمالي واستعداد القلب والكلى

خاصة لمثل هذه العملية الأساسية والدقيقة.

وأجريت لدرويش عمليتان جراحيتان في القلب عامي 1984 و1998.

وكتب درويش مؤخرا مطولته " جدارية "، التي يقول فيها:


"هزمتك يا موت, الفنون الجميلة جميعها هزمتك,

يا موت الأغاني في بلاد الرافدين,

مسلة المصري,

مقبرة الفراعنة،

النقوش على حجارة معبد..

هزمتك..

وأنت انتصرت".






وقد ولد درويش في فلسطين في قرية البروة في الجليل الغربي عام 1942

ودمرت قريته عام 1948 وأقيم مكانها قرية زراعية يهودية باسم "أحي هود"

ونشأ وترعرع في قرية الجديدة المجاورة لقريته.


ويعتبر درويش أحد أهم الشعراء الفلسطينيين المعاصرين

الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، وبين أبرز من ساهموا بتطوير

الشعر العربي الحديث الذي مزج شعر الحب بالوطن.

وقام درويش بكتابة إعلان الاستقلال الفلسطيني الذي تم إعلانه في الجزائر عام 1988.

والتحق في شبابه بالحزب الشيوعي الإسرائيلي، وعمل في مجلة "الجديد" وصحيفة "الاتحاد"

ولوحق من أجهزة الأمن الإسرائيلية، ومن ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية

ما بين عام 1961 حتى غادر عام 1972.


وقام درويش بدورات حزبية في الاتحاد السوفياتي، ومن ثم لجأ إلى مصر عام 1972

والتحق بصفوف منظمة التحرير، وشغل فيها عضو لجنة تنفيذية.


ونال درويش عدة جوائز عالمية تكريما لشعره.


وقبل الإعلان الرسمي عن وفاة درويش، تناقلت وسائل إعلام أنباء متضاربة

حول بقائه على قيد الحياة في وضع حرج، أو تعرضه لموت سريري أثناء

بقائه على أجهزة التنفس الاصطناعي، إلى أن حسم طبيبه الخاص

الجدل في اتصال هاتفي مع قناة "العربية".




لاأعرف الشخص الغريب!!!

لا أعرف الشخص الغريب

من ديوان كزهر اللوز أو أبعد


لا أعرف الشخص الغريب ولا مآثره
رأيتُ جنازةً فمشيتُ خلف النعش
مثل الآخرين .. مطأطِىء الرأس احتراماً


لم أجد سبباً لأسأل : من هو الشخص الغريب؟
وأين عاش ؟ وكيف مات
( فإن أسباب الموت كثيرة .. ومن بينها وجعُ الحياة )


سألتُ نفسي : هل يرانا
أم يرى عدماً ويأسف على النهاية


كنتُ أعلمُ أنه لن يفتح النعش المغطّى بالبنفسج
كي يودّعنا ..ويشكرنا .. ويهمس بالحقيقة
( ما الحقيقة ؟؟؟)


ربمّا هو مثلنا في هذه الساعات
يطوي ظلّه
لكنّه هو وحده الشخص الذي لم يبكِ هذ الصباح
ولم يرَ الموت المحلّق فوقنا كالصقر
(فالأحياء هم أبناء عمِّ الموت ... والموتى
نيام ٌ هادئون .. وهادئون .. وهادئون )


ولم أجد سبباً لأسأل : من هو الشخص الغريب ؟
وما اسمه ؟
( لا برق يلمع في اسمه )


والسائرون وراءه عشرون شخصاً
ما عداي ( أنا سواي )


وتهتُ في قلبي على باب الكنيسة :


ربّما هو كاتبٌ أو عاملٌ أو لاجىء
أو سارقٌ ، أو قاتل ٌ ... لا فرق
فالموتى سواسية أمام الموت
لايتكلمون .. وربّما لا يحلمون

وقد تكون جنازة الشخص الغريب جنازتي
لكن أمرا ما إلهيّاً يؤجِّلها
لأسبابٍ عديدة


من بينها .. خطأ كبيرٌ في القصيدة

وقد تكون جنازة الشخص الغريب جنازتي

لكن أمرا ما إلهيّاً يؤجِّلها
لأسبابٍ عديدة

من بينها .. خطأ كبيرٌ في القصيدة






آخر قصيدة لمحمود درويش " حالة حصار " نشرها في مجلة الكرمل



هنا، عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت،
قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ،
نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ،
وما يفعل العاطلون عن العمل:
نُرَبِّي الأملْ.

بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً،
لأَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر:
لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة.
أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ
في حلكة الأَقبية.

هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً...
سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا
نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ.
أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضُحي
بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ
فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ.

هنا، لا أَنا
هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ...
يقولُ علي حافَّة الموت:
لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ:
حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي.
سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي،
وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن،
وأختارُ لاسمي حروفاً من اللازوردْ...

في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ
بين تذكُّرِ أَوَّلها.
ونسيانِ آخرِها.

هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، علي دَرَج البيت،
لا وَقْتَ للوقت.
نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلي الله:
ننسي الأَلمْ.

الألمْ
هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل
صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ.
لا صديً هوميريٌّ لشيءٍ هنا.
فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها.
لا صديً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ
يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ
تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ

يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ
بمنظار دبّابةٍ...
نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.
أَيُّها الواقفون علي العَتَبات ادخُلُوا،
واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ
غقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلناف.
أَيها الواقفون علي عتبات البيوت!
اُخرجوا من صباحاتنا،
نطمئنَّ إلي أَننا
بَشَرٌ مثلكُمْ!

نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ:
نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا
في جرائدِ أَمسِ الجريحِ،
ونقرأ زاويةَ الحظِّ: في عامِ
أَلفينِ واثنينِ تبتسم الكاميرا
لمواليد بُرْجِ الحصار.

كُلَّما جاءني الأمسُ، قلت له:
ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ
وتعالَ غداً !

أُفكِّر، من دون جدوي:
بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ
علي قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ،
وفي هذه اللحظة العابرةْ؟
فتوجعنُي الخاطرةْ
وتنتعشُ الذاكرةْ

عندما تختفي الطائراتُ تطيرُ الحماماتُ،
بيضاءَ بيضاءَ، تغسِلُ خَدَّ السماء
بأجنحةٍ حُرَّةٍ، تستعيدُ البهاءَ وملكيَّةَ
الجوِّ واللَهْو. أَعلي وأَعلي تطيرُ
الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ. ليت السماءَ
حقيقيّةٌ غقال لي رَجَلٌ عابرٌ بين قنبلتينف

الوميضُ، البصيرةُ، والبرقُ
قَيْدَ التَشَابُهِ...
عمَّا قليلٍ سأعرفُ إن كان هذا
هو الوحيُ...
أو يعرف الأصدقاءُ الحميمون أنَّ القصيدةَ
مَرَّتْ، وأَوْدَتْ بشاعرها

غ إلي ناقدٍ: ف لا تُفسِّر كلامي
بملعَقةِ الشايِ أَو بفخِاخ الطيور!
يحاصرني في المنام كلامي
كلامي الذي لم أَقُلْهُ،
ويكتبني ثم يتركني باحثاً عن بقايا منامي

شَجَرُ السرو، خلف الجنود، مآذنُ تحمي
السماءَ من الانحدار. وخلف سياج الحديد
جنودٌ يبولون ـ تحت حراسة دبَّابة ـ
والنهارُ الخريفيُّ يُكْملُ نُزْهَتَهُ الذهبيَّةَ في
شارعٍ واسعٍ كالكنيسة بعد صلاة الأَحد...

نحبُّ الحياةَ غداً
عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة
كما هي، عاديّةً ماكرةْ
رماديّة أَو مُلوَّنةً.. لا قيامةَ فيها ولا آخِرَةْ
وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ
فليكن
خفيفاً علي القلب والخاصرةْ
فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّنُ
من فَرَحٍ ... مَرَّتَينْ!

قال لي كاتبٌ ساخرٌ:
لو عرفتُ النهاية، منذ البدايةَ،
لم يَبْقَ لي عَمَلٌ في اللٌّغَةْ

غإلي قاتلٍ:ف لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ
وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ
الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ
وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ

غإلي قاتلٍ آخر:ف لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً،
إِذَاً لتغيَّرتِ الاحتمالاتُ:
قد ينتهي الاحتلالُ ولا يتذكَّرُ ذاك الرضيعُ زمانَ الحصار،
فيكبر طفلاً معافي،
ويدرُسُ في معهدٍ واحد مع إحدي بناتكَ
تارِيخَ آسيا القديمَ.
وقد يقعان معاً في شِباك الغرام.
وقد يُنْجبان اُبنةً (وتكونُ يهوديَّةً بالولادةِ).
ماذا فَعَلْتَ إذاً ؟
صارت ابنتُكَ الآن أَرملةً،
والحفيدةُ صارت يتيمةْ ؟
فماذا فَعَلْتَ بأُسرتكَ الشاردةْ
وكيف أَصَبْتَ ثلاثَ حمائمَ بالطلقة الواحدةْ ؟

لم تكن هذه القافيةْ
ضَرُوريَّةً، لا لضْبطِ النَغَمْ
ولا لاقتصاد الأَلمْ
إنها زائدةْ
كذبابٍ علي المائدةْ

الضبابُ ظلامٌ، ظلامٌ كثيفُ البياض
تقشِّرُهُ البرتقالةُ والمرأةُ الواعدة.

الحصارُ هُوَ الانتظار
هُوَ الانتظارُ علي سُلَّمٍ مائلٍ وَسَطَ العاصفةْ

وَحيدونَ، نحن وحيدون حتي الثُمالةِ
لولا زياراتُ قَوْسِ قُزَحْ

لنا اخوةٌ خلف هذا المدي.
اخوةٌ طيّبون. يُحبُّوننا. ينظرون إلينا ويبكون.
ثم يقولون في سرِّهم:
ليت هذا الحصارَ هنا علنيٌّ.. ولا يكملون العبارةَ:
لا تتركونا وحيدين، لا تتركونا .

خسائرُنا: من شهيدين حتي ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ.
وعَشْرَةُ جرحي.
وعشرون بيتاً.
وخمسون زيتونةً...
بالإضافة للخَلَل البُنْيويّ الذي
سيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصةْ

في الطريق المُضَاء بقنديل منفي
أَري خيمةً في مهبِّ الجهاتْ:
الجنوبُ عَصِيٌّ علي الريح،
والشرقُ غَرْبٌ تَصوَّفَ،
والغربُ هُدْنَةُ قتلي يَسُكُّون نَقْدَ السلام،
وأَمَّا الشمال، الشمال البعيد
فليس بجغرافيا أَو جِهَةْ
إنه مَجْمَعُ الآلهةْ

قالت امرأة للسحابة: غطِّي حبيبي
فإنَّ ثيابي مُبَلَّلةٌ بدَمِهْ

إذا لم تَكُنْ مَطَراً يا حبيبي
فكُنْ شجراً
مُشْبَعاً بالخُصُوبةِ، كُنْ شَجَرا
وإنْ لم تَكُنْ شجراً يا حبيبي
فكُنْ حجراً
مُشْبعاً بالرُطُوبةِ، كُنْ حَجَرا
وإن لم تَكُنْ حجراً يا حبيبي
فكن قمراً
في منام الحبيبة، كُنْ قَمرا
غ هكذا قالت امرأةٌ
لابنها في جنازته ف

أيَّها الساهرون ! أَلم تتعبوا
من مُرَاقبةِ الضوءِ في ملحنا
ومن وَهَج الوَرْدِ في جُرْحنا
أَلم تتعبوا أَيُّها الساهرون ؟

واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا.
ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون.
ومن بعده نحن مُخْتَلِفُونَ علي كُلِّ شيء:
علي صُورة العَلَم الوطنيّ (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ يا شعبيَ الحيَّ رَمْزَ الحمار البسيط).
ومختلفون علي كلمات النشيد الجديد
(ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ أُغنيَّةً عن زواج الحمام).
ومختلفون علي واجبات النساء
(ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ).
مختلفون علي النسبة المئوية، والعامّ والخاص،
مختلفون علي كل شيء. لنا هدف واحد: أَن نكون ...
ومن بعده يجدُ الفَرْدُ مُتّسعاً لاختيار الهدفْ.

قال لي في الطريق إلي سجنه:
عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ
كهجاء الوطنْ
مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ !

قَليلٌ من المُطْلَق الأزرقِ اللا نهائيِّ
يكفي
لتخفيف وَطْأَة هذا الزمانْ
وتنظيف حَمأةِ هذا المكان

علي الروح أَن تترجَّلْ
وتمشي علي قَدَمَيْها الحريريّتينِ
إلي جانبي، ويداً بيد، هكذا صاحِبَيْن
قديمين يقتسمانِ الرغيفَ القديم
وكأسَ النبيذِ القديم
لنقطع هذا الطريق معاً
ثم تذهب أَيَّامُنا في اتجاهَيْنِ مُخْتَلِفَينْ:
أَنا ما وراءَ الطبيعةِ. أَمَّا هِيَ
فتختار أَن تجلس القرفصاء علي صخرة عاليةْ

غ إلي شاعرٍ: ف كُلَّما غابَ عنك الغيابْ
تورَّطتَ في عُزْلَة الآلهةْ
فكن ذاتَ موضوعك التائهةْ
و موضوع ذاتكَ. كُنْ حاضراً في الغيابْ

يَجِدُ الوقتَ للسُخْرِيَةْ:
هاتفي لا يرنُّ
ولا جَرَسُ الباب أيضاً يرنُّ
فكيف تيقَّنتِ من أَنني
لم أكن ههنا !

يَجدُ الوَقْتَ للأغْنيَةْ:
في انتظارِكِ، لا أستطيعُ انتظارَكِ.
لا أَستطيعُ قراءةَ دوستوي÷سكي
ولا الاستماعَ إلي أُمِّ كلثوم أَو ماريّا كالاس وغيرهما.
في انتظارك تمشي العقاربُ في ساعةِ اليد نحو اليسار...
إلي زَمَنٍ لا مكانَ لَهُ.
في انتظارك لم أنتظرك، انتظرتُ الأزَلْ.

يَقُولُ لها: أَيّ زهرٍ تُحبِّينَهُ
فتقولُ: القُرُنْفُلُ .. أَسودْ
يقول: إلي أَين تمضين بي، والقرنفل أَسودْ ؟
تقول: إلي بُؤرة الضوءِ في داخلي
وتقولُ: وأَبْعَدَ ... أَبْعدَ ... أَبْعَدْ

سيمتدُّ هذا الحصار إلي أَن يُحِسَّ المحاصِرُ، مثل المُحَاصَر،
أَن الضَجَرْ
صِفَةٌ من صفات البشرْ.

لا أُحبُّكَ، لا أكرهُكْ ـ
قال مُعْتَقَلٌ للمحقّق: قلبي مليء
بما ليس يَعْنيك. قلبي يفيض برائحة المَرْيَميّةِ.
قلبي بريء مضيء مليء،
ولا وقت في القلب للامتحان. بلي،
لا أُحبُّكَ. مَنْ أَنت حتَّي أُحبَّك؟
هل أَنت بعضُ أَنايَ، وموعدُ شاي،
وبُحَّة ناي، وأُغنيّةٌ كي أُحبَّك؟
لكنني أكرهُ الاعتقالَ ولا أَكرهُكْ
هكذا قال مُعْتَقَلٌ للمحقّقِ: عاطفتي لا تَخُصُّكَ.
عاطفتي هي ليلي الخُصُوصيُّ...
ليلي الذي يتحرَّكُ بين الوسائد حُرّاً من الوزن والقافيةْ !

جَلَسْنَا بعيدينَ عن مصائرنا كطيورٍ
تؤثِّثُ أَعشاشها في ثُقُوب التماثيل،
أَو في المداخن، أو في الخيام التي
نُصِبَتْ في طريق الأمير إلي رحلة الصَيّدْ...

علي طَلَلي ينبتُ الظلُّ أَخضرَ،
والذئبُ يغفو علي شَعْر شاتي
ويحلُمُ مثلي، ومثلَ الملاكْ
بأنَّ الحياةَ هنا ... لا هناكْ

الأساطير ترفُضُ تَعْديلَ حَبْكَتها
رُبَّما مَسَّها خَلَلٌ طارئٌ
ربما جَنَحَتْ سُفُنٌ نحو يابسةٍ
غيرِ مأهولةٍ،
فأصيبَ الخياليُّ بالواقعيِّ،
ولكنها لا تغيِّرُ حبكتها.
كُلَّما وَجَدَتْ واقعاً لا يُلائمها
عدَّلَتْهُ بجرَّافة.
فالحقيقةُ جاريةُ النصِّ، حَسْناءُ،
بيضاءُ من غير سوء ...

غ إلي شبه مستشرق: ف ليكُنْ ما تَظُنُّ.
لنَفْتَرِضِ الآن أَني غبيٌّ، غبيٌّ، غبيٌّ.
ولا أَلعبُ الجولف.
لا أَفهمُ التكنولوجيا،
ولا أَستطيعُ قيادةَ طيّارةٍ!
أَلهذا أَخَذْتَ حياتي لتصنَعَ منها حياتَكَ؟
لو كُنْتَ غيرَكَ، لو كنتُ غيري،
لكُنَّا صديقين يعترفان بحاجتنا للغباء.
أَما للغبيّ، كما لليهوديّ في تاجر البُنْدُقيَّة
قلبٌ، وخبزٌ، وعينان تغرورقان؟

في الحصار، يصير الزمانُ مكاناً
تحجَّرَ في أَبَدِهْ
في الحصار، يصير المكانُ زماناً
تخلَّف عن أَمسه وَغدِهْ

هذه الأرضُ واطئةٌ، عاليةْ
أَو مُقَدَّسَةٌ، زانيةْ
لا نُبالي كثيراً بسحر الصفات
فقد يُصْبِحُ الفرجُ، فَرْجُ السماواتِ،
جغْرافيةْ !

أَلشهيدُ يُحاصرُني كُلَّما عِشْتُ يوماً جديداً
ويسألني: أَين كُنْت ؟ أَعِدْ للقواميس كُلَّ الكلام الذي كُنْتَ أَهْدَيْتَنِيه،
وخفِّفْ عن النائمين طنين الصدي

الشهيدُ يُعَلِّمني: لا جماليَّ خارجَ حريتي.
الشهيدُ يُوَضِّحُ لي: لم أفتِّشْ وراء المدي
عن عذاري الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ
علي الأرض، بين الصُنَوْبرِ والتين،
لكنني ما استطعتُ إليها سبيلاً، ففتَّشْتُ
عنها بآخر ما أملكُ: الدمِ في جَسَدِ اللازوردْ.
الشهيدُ يُحاصِرُني: لا تَسِرْ في الجنازة
إلاّ إذا كُنْتَ تعرفني. لا أُريد مجاملةً
من أَحَدْ.

الشهيد يُحَذِّرُني: لا تُصَدِّقْ زغاريدهُنَّ.
وصدّق أَبي حين ينظر في صورتي باكياً:
كيف بدَّلْتَ أدوارنا يا بُنيّ، وسِرْتَ أَمامي.
أنا أوّلاً، وأنا أوّلاً !

الشهيدُ يُحَاصرني: لم أُغيِّرْ سوي موقعي وأَثاثي الفقيرِ.
وَضَعْتُ غزالاً علي مخدعي،
وهلالاً علي إصبعي،
كي أُخفِّف من وَجَعي !

سيمتدُّ هذا الحصار ليقنعنا باختيار عبوديّة لا تضرّ، ولكن بحريَّة كاملة!!.

أَن تُقَاوِم يعني: التأكُّدَ من صحّة
القلب والخُصْيَتَيْن، ومن دائكَ المتأصِّلِ:
داءِ الأملْ.


أَصدقائي يُعدُّون لي دائماً حفلةً
للوداع، وقبراً مريحاً يُظَلِّلهُ السنديانُ
وشاهدةً من رخام الزمن
فأسبقهم دائماً في الجنازة:
مَنْ مات.. مَنْ ؟

الحصارُ يُحَوِّلني من مُغَنٍّ الي . . . وَتَرٍ سادس في الكمانْ!
الشهيدةُ بنتُ الشهيدةِ بنتُ الشهيد وأختُ الشهيدِ
وأختُ الشهيدةِ كنَّةُ أمِّ الشهيدِ حفيدةُ جدٍّ شهيد
وجارةُ عمِّ الشهيد غالخ ... الخ ..ف
ولا نبأ يزعج العالَمَ المتمدِّن،
فالزَمَنُ البربريُّ انتهي.
والضحيَّةُ مجهولَةُ الاسم، عاديّةٌ،
والضحيَّةُ ـ مثل الحقيقة ـ نسبيَّةٌ و غ الخ ... الخ ف

هدوءاً، هدوءاً، فإن الجنود يريدون
في هذه الساعة الاستماع إلي الأغنيات
التي استمع الشهداءُ إليها، وظلَّت كرائحة
البُنّ في دمهم، طازجة.

هدنة، هدنة لاختبار التعاليم: هل تصلُحُ الطائراتُ محاريثَ ؟
قلنا لهم: هدنة، هدنة لامتحان النوايا،
فقد يتسرَّبُ شيءٌ من السِلْم للنفس.
عندئذٍ نتباري علي حُبِّ أشيائنا بوسائلَ شعريّةٍ.
فأجابوا: ألا تعلمون بأن السلام مع النَفْس
يفتح أبوابَ قلعتنا لِمقَامِ الحجاز أو النَهَوَنْد ؟
فقلنا: وماذا ؟ ... وَبعْد ؟

الكتابةُ جَرْوٌ صغيرٌ يَعَضُّ العَدَمْ
الكتابةُ تجرَحُ من دون دَمْ..
فناجينُ قهوتنا. والعصافيرُ والشَجَرُ الأخضرُ
الأزرقُ الظلِّ. والشمسُ تقفز من حائط
نحو آخرَ مثل الغزالة.
والماءُ في السُحُب اللانهائية الشكل في ما تبقَّي لنا
من سماء. وأشياءُ أخري مؤجَّلَةُ الذكريات
تدلُّ علي أن هذا الصباح قويّ بهيّ،
وأَنَّا ضيوف علي الأبديّةْ.

رام الله ـ يناير


البنتُ/ الصرخة

على شاطئ البحر بنتٌ. وللبنت أَهلٌ

وللأهل بيتٌ. وللبيت نافذتان وبابْ...

وفي البحر بارجةٌ تتسلَّى

بصيدِ المُشاة على شاطئ البحر:

أربعةٌ، خمسةٌ، سبعةٌ

يسقطون على الرمل، والبنتُ تنجو قليلاً

لأن يداً من ضباب

يداً ما إلهيةً أسعفتها، فنادت: أَبي

يا أَبي! قُم لنرجع، فالبحر ليس لأمثالنا!

لم يُجِبْها أبوها المُسجَّى على ظلهِ

في مهب الغياب




دمٌ في النخيل، دمٌ في السحاب

يطير بها الصوتُ أعلى وأَبعد من

شاطئ البحر. تصرخ في ليل برّية،

لا صدى للصدى.

فتصير هي الصرخةَ الأبديةَ في خبرٍ

عاجلٍ، لم يعد خبراً عاجلاً

عندما

عادت الطائرات لتقصف بيتاً بنافذتين وباب!




ليتني حجر

لا أَحنُّ الى أيِّ شيءٍ

فلا أَمسِ يمضي، ولا الغَدُ يأتي

ولا حاضري يتقدمُ أو يتراجعُ

لا شيء يحدث لي!

ليتني حجرٌ – قلتُ – يا ليتني

حجرٌ ما ليصقُلَني الماءُ

أخضرُّ، أصفرُّ... أُوضَعُ في حُجْرةٍ

مثل منحوتةٍ، أو تمارينَ في النحت...

أو مادةً لانبثاق الضروريِّ

من عبث اللاضروريِّ...

يا ليتني حجرٌ
كي أَحنَّ الى أيِّ شيء!


مَكرُ المجاز


مجازاً أقول: انتصرتُ

مجازاً أقول: خسرتُ...

ويمتدُّ وادٍ سحيقٌ أمامي

وأَمتدُّ في ما تبقى من السنديانْ...

وثمَّة زيتونتان

تَلُمّانني من جهاتٍ ثلاثٍ

ويحملني طائرانْ

الى الجهة الخاليةْ

من الأوج والهاويةْ

لئلاَّ أقول: انتصرتُ

لئلاَّ أقول: خسرتُ الرهانْ!






[ أغسطس 12, 2008, 02:31 AM: تم تحرير المشاركه من قبل: ديمــــــــــاثـ ]

--------------------


اللهم أنر بالإيمان قبروالدي واشدد أزره وآمنه من الفزع ويمن كتابه
إلهي وخالقي وحبيبي
أسألك أن تيسر حسابه وتثبت له يقينه وأجعله من أصحاب الوجوه المسفرةالضاحكة المستبشرة
في جنة عالية
لاتسمع فيها لاغية فيها عين جارية
وبشره بروح وريحان وأنهار وجنان يامنان
اللهم إني أسألك أن تجمعني به في جنات النعيم على سرر متقابلين

اللهم آمين




المشاركات: 899 | تاريخ التسجيل: يوليو 2006  | أرسل ملاحظه لمشرف الساحه عن هذه المشاركه
دمـــــاثـ
عضو نشيط
رقم العضويه 67684

This user is from Saudi Arabia
أيقونه 1 مرسله في     Offline  الملف الشخصي لـ دمـــــاثـ   البريد الإلكتروني دمـــــاثـ   إرسال رساله خاصه جديده       تحرير/حذف المشاركه 


لون أصفر

أزهارٌ صفراء توسِّع ضوء الغرفة. تنظر

إليّ أكثر مما أنظر اليها. هي أولى رسائل

الربيع. أهْدَتنِيها سيِّدةٌ لا تشغلها الحرب

عن قراءة ما تبقَّى لنا من طبيعة

متقشفة. أغبطها على التركيز الذي يحملها

الى ما هو أبعد من حياتنا المهلهلة...

أغبطها على تطريز الوقت بإبرة وخيط

أَصفر مقطوع من الشمس غير المحتلة.

أُحدِّق الى الأزهار الصفراء، وأُحسّ

بأنها تضيئني وتذيب عتمتي، فأخفّ

وأشفّ وأجاريها في تبادل الشفافية.

ويُغويني مجاز التأويل: الأصفر هو

لونُ الصوت المبحوح الذي تسمعه الحاسة

السادسة. صوت مُحايدُ النَّبرِ، صوت

عبّاد الشمس الذي لا يغيِّرُ دِينَه.

وإذا كان للغيرة – لونِهِ من فائدة،

فهي أن ننظر الى ما حولنا بفروسية

الخاسر، وأن نتعلم التركيز على تصحيح

أخطائنا في مسابقاتٍ شريفة!




ليت الفتى شجرة

ألشجرة أخت الشجرة، أو جارتها الطيّبة.

الكبيرة تحنو على الصغيرة، وتُمدُّها بما ينقصها

من ظلّ. والطويلة تحنو على القصيرة،

وترسل اليها طائراً يؤنسها في الليل. لا

شجرة تسطو على ثمرة شجرة أخرى، وإن

كانت عاقراً لا تسخر منها. ولم تقتل

شجرةٌ شجرةً ولم تقلِّد حَطّاباً. حين صارت

زورقاً تعلَّمت السباحة. وحين صارت

باباً واصلت المحافظة على الأسرار. وحين صارت

مقعداً لم تنسَ سماءها السابقة.

وحين صارت طاولة عَلَّمت الشاعر أن لا

يكون حطاباً. الشجرة مَغْفَرةٌ وسهَرٌ.

لا تنام ولا تحلم. لكنها تُؤتمنُ على أسرار

الحالمين، تقف على ساقها في الليل والنهار.

تقف احتراماً للعابرين وللسماء. الشجرة

صلاة واقفة. تبتهل الى فوق. وحين

تنحني قليلاً للعاصفة، تنحني بجلال راهبة

وتتطلع الى فوق... الى فوق. وقديماً قال

الشاعر: «ليت الفتى حجر». وليته قال:

ليت الفتى شجرة!




غريبان


يرنو الى أَعلى

فيبصر نجمةً

ترنو إليهْ!

يرنو الى الوادي

فيبصر قبرَهُ

يرنو إليهْ

يرنو الى امرأةٍ،

تعذِّبُهُ وتعجبُهُ

ولا ترنو اليه

يرنو الى مرآتِهِ

فيرى غريباً مثله

يرنو إليهْ!




ماذا... لماذا كلُّ هذا؟


يُسَلِّي نفسه، وهو يمشي وحيداً، بحديث

قصير مع نفسه. كلمات لا تعني شيئاً،

ولا تريد أن تعني شيئاً: «ماذا؟ لماذا

كل هذا؟» لم يقصد أن يتذمر أو

يسأل، أو يحكَّ اللفظة باللفظة لتقدح

إيقاعاً يساعده على المشي بخفَّةِ شاب.

لكن ذلك ما حدث. كلما كرَّر: ماذا...

لماذا كل هذا؟ أحسَّ بأنه في صحبة

صديق يعاونه على حمل الطريق. نظر

إليه المارة بلا مبالاة. لم يظن أحد أنه

مجنون. ظنّوه شاعراً حالماً هائماً يتلقّى

وحياً مفاجئاً من شيطان. أما هو، فلم

يَتَّهم نفسه بما يسيء اليها. ولا يدري

لماذا فكَّر بجنكيزخان. ربما لأنه رأى

حصاناً بلا سرج يسبح في الهواء، فوق

بناية مُهَدَّمة في بطن الوادي. واصل

المشي على إيقاع واحد: «ماذا... لماذا

كل هذا؟» وقبل أن يصل الى نهاية

الطريق الذي يسير عليه كل مساء، رأى

عجوزاً ينتحي شجرة أكاليبتوس، يسند

على جذعها عصاه، يفك أزرار سرواله

بيد مرتجفة، ويبوّل وهو يقول: ماذا...

لماذا كل هذا؟. لم تكتف الفتيات

الطالعات من الوادي بالضحك على العجوز،

بل رمينه بحبَّات فستق أخضر!




ما أنا إلاّ هو

بعيداً، وراء خطاه

ذئابٌ تعضُّ شعاع القمرْ

بعيداً، أمام خطاه

نجوم تضيء أَعالي الشجرْ

وفي القرب منه

دمٌ نازفٌ من عروق الحجرْ

لذلك، يمشي ويمشي ويمشي

الى أن يذوب تماماً

ويشربه الظلّ عند نهاية هذا السفرْ

وما أنا إلاّ هُوَ

وما هو إلاّ أنا

في اختلاف الصّوَرْ!



يرى نفسه غائباً

أنا هنا منذ عشر سنوات. وفي هذا المساء،

أجلس في الحديقة الصغيرة على كرسيّ من

البلاستيك، وأنظر الى المكان منتشياً بالحجر

الأحمر. أَعُدُّ الدرجات المؤدية الى غرفتي

على الطابق الثاني. إحدى عشرة درجة. الى

اليمين شجرةُ تين كبيرة تُظَلِّل شجيرات خوخ.

والى اليسار كنيسةٌ لوثريَّة. وعلى جانب

الدرج الحجري بئر مهجورة ودلو صدئ وأزهار

غير مرويَّة تمتصّ حبيبات من حليب أوَّل الليل.

أنا هنا، مع أربعين شخصاً، لمشاهدة مسرحية قليلة

الكلام عن منع التجوُّل، ينتشر أبطالها

المنسيّون في الحديقة وعلى الدرج والشرفة

الواسعة. مسرحية مرتجلة، أو قيد التأليف،

كحياتنا. أسترق النظر الى نافذة غرفتي

المفتوحة وأتساءل: هل أنا هناك؟

ويعجبني أن أدحرج السؤال على الدرج،

وأدرجه في سليقة المسرحية: في الفصل

الأخير، سيبقى كل شيء على حاله...

شجرةُ التين في الحديقة. الكنيسةُ اللوثرية

في الجهة المقابلة. يوم الأحد في مكانه

من الرُزنامة. والبئر المهجورة والدلو الصدئ.

أما أنا، فلن أكون في غرفتي ولا في

الحديقة. هكذا يقتضي النص: لا بد من

غائب للتخفيف من حمولة المكان!




قال: أَنا خائف

خافَ. وقال بصوت عالٍ: أنا خائف.

كانت النوافذ مُحْكَمَةَ الإغلاق، فارتفع

الصدى واتّسع: أنا خائف. صمتَ،

لكن الجدران ردَّدت: أنا خائف.

الباب والمقاعد والمناضد والستائر

والبُسُط والكتب والشموع والأقلام واللوحات

قالت كُلُّها: أنا خائف. خاف صوت

الخوف فصرخ: كفى! لكن الصدى لم

يردِّد: كفى! خاف المكوث في البيت

فخرج الى الشارع. رأى شجرة حَوْرٍ،

مكسورة فخاف النظر اليها لسبب لا

يعرفه. مرت سيارة عسكرية مسرعة،

فخاف المشي على الشارع. وخاف

العودة الى البيت لكنه عاد مضطراً.

خاف أن يكون قد نسي المفتاح في

الداخل، وحين وجده في جيبه اطمأنّ.

خاف أن يكون تيار الكهرباء قد انقطع.

ضغط على زر الكهرباء في ممر الدرج،

فأضاء، فاطمأنّ. خاف أن يتزحلق على

الدرج فينكسر حوضه، ولم يحدث ذلك

فاطمأنّ. وضع المفتاح في قفل

الباب وخاف ألا ينفتح، لكنه انفتح

فاطمأن. دخل الى البيت، وخاف أن

يكون قد نسي نفسه على المقعد خائفاً.

وحين تأكد أنه هو من دخل لا سواه،

وقف أمام المرآة، وحين تعرَّف الى

وجهه في المرآة اطمأنّ. أِصغى الى

الصمت، فلم يسمع شيئاً يقول: أنا

خائف، فاطمأنّ. ولسببٍ ما غامض...

لم يعد خائفاً!




شخص يطارد نفسه

كما لو كنتَ غيرك سادراً،

لم تنتظر أحداً

مشيتَ على الرصيف

مشيتُ خلفك حائراً

لو كنتَ أنت أنا لقلتُ لكَ:

انتظرني عند قارعة الغروب

ولم تقل: لو كنتَ أنتَ أنا

لما احتاج الغريب الى الغريب.

ألشمس تضحك للتلال. ونحن نضحك

للنساء العابرات. ولم تقل إحدى النساء:

هناك شخص ما يُكَلِّم نفسه...

لم تنتظر أحداً

مشيتَ على رصيفك سادراً

ومشيتُ خلفك حائراً.

والشمسُ غابت خلفنا...

ودَنوْتَ مني خطوةً أو خطوتين

فلم تجدني واقفاً أو ماشياً

ودَنوتُ منك فلم أجدك...

أكنتُ وحدي دون أن أدري

بأني كنت وحدي؟ لم تقل

إحدى النساء: هناك شخصٌ ما

يطارد نفسَهُ!




خيالي... كلب صيد وفيّ

على الطريق إلى لا هدف، يُبَلِّلني رذاذ

ناعم، سقطتْ عليَّ من الغيم تُفَّاحةٌ لا

تشبه تفاحة نيوتن. مددتُ يدي لألتقطها

فلم تجدها يدي ولم تَرَها عيناي. حدَّقتُ

إلى الغيوم، فرأيتُ نُتَفاً من القطن تسوقها

الريح شمالاً، بعيداً عن خزانات الماء

الرابضة على سطوح البنايات. وتدفَّق الضوءُ

الصافي على إسفلت يَتَّسع ويضحك من قلَّة

المشاة والسيارات... وربما من خطواتي

الزائغة. تساءلتُ: أَين التفاحة التي

سقطت عليَّ؟ لعلَّ خيالي الذي استقلَّ

عني هو الذي اختطفها وهرب. قلت:

أَتبعه الى البيت الذي نسكنه معاً في

غرفتين متجاورتين. هناك، وجدت على

الطاولة ورقة كُتِبَ عليها، بحبر أَخضر،

سطر واحد: «تفاحة سقطت عليَّ من

الغيوم»، فعلمت أَن خيالي كلب صيد

وفيّ!




على قلبي مشيت

على قلبي مشيتُ، كأنَّ قلبي

طريقٌ، أو رصيفٌ، أو هواءُ

فقال القلبُ: أتعبَنِي التماهي

مع الأشياء، وانكسر الفضاءُ

وأَتعبني سؤالُكَ: أين نمضي

ولا أرضٌ هنا... ولا سماءُ

وأنتَ تطيعني... مُرني بشيء

وصوِّبني لأفعل ما تشاءُ

فقلتُ له: نسيتُكَ مذ مشينا

وأَنت تَعِلَّتي، وأنا النداءُ

تمرَّدْ ما استطعت عليَّ، واركُضْ

فليس وراءنا إلاَّ الوراءُ!



شال حرير

شال على غصن شجرة. مرَّت فتاةٌ من هنا،

أو مرّت ريح بدلاً منها، وعلَّقت شالها على

الشجرة. ليس هذا خبراً. بل هو مطلع

قصيدة لشاعر متمهِّل أَعفاه الحُبُّ من الأَلم،

فصار ينظر اليه – عن بعد – كمشهد

طبيعةٍ جميل. وضع نفسه في المشهد:

الصفصافة عالية، والشال من حرير. وهذا

يعني أن الفتاة كانت تلتقي فتاها في

الصيف، ويجلسان على عشب ناشف. وهذا

يعني أيضاً أنهما كانا يستدرجان العصافير

إلى عرس سري، فالأفق الواسع أمامهما،

على هذه التلة، يغري بالطيران، ربما قال

لها: أَحنُّ اليك، وأَنتِ معي، كما لو

كنتِ بعيدة. وربما قالت له: أَحضنكَ،

وأَنت بعيد، كما لو كنتَ نهديَّ. وربما

قال لها: نظرتك إليَّ تذوِّبني، فأصير

موسيقى. وربما قالت له: ويدك على

ركبتي تجعل الوقت يَعرَق، فافْرُكْني لأذوب...

واسترسل الشاعر في تفسير شال الحرير،

دون أن ينتبه الى أن الشال كان غيمة

تعبر، مصادفة، بين أغصان الشجر عند

الغروب.




الحياة... حتى آخر قطرة

وإن قيل لي ثانيةً: ستموت اليوم،

فماذا تفعل؟ لن أَحتاج الى مهلة للرد:

إذا غلبني الوَسَنُ نمتُ. وإذا كنتُ

ظمآنَ شربتُ. وإذا كنتُ أكتب، فقد

يعجبني ما أكتب وأتجاهل السؤال. وإذا

كنت أتناول طعام الغداء، أضفتُ إلى

شريحة اللحم المشويّة قليلاً من الخردل

والفلفل. وإذا كنتُ أُحلق، فقد أجرح

شحمة أذني. وإذا كنتُ أقبِّل صديقتي،

التهمتُ شفتيها كحبة تين. وإذا كنت

أقرأ قفزت عن بعض الصفحات. وإذا

كنتُ أقشِّر البصل ذرفتُ بعض الدموع.

وإذا كنتُ أمشي واصلتُ المشي بإيقاع

أبطأ. وإذا كنتُ موجوداً، كما أنا الآن،

فلن أفكِّر بالعدم. وإذا لم أكن موجوداً،

فلن يعنيني الأمر. وإذا كنتُ أستمع الى

موسيقى موزارت، اقتربتُ من حيِّز

الملائكة. وإذا كنتُ نائماً بقيتُ نائماً

وحالماً وهائماً بالغاردينيا. وإذا كنتُ

أضحك اختصرتُ ضحكتي الى النصف احتراماً

للخبر. فماذا بوسعي أن أفعل؟ ماذا

بوسعي أن أفعل غير ذلك، حتى لو

كنتُ أشجع من أحمق، وأقوى من

هرقل؟




أَثر الفراشة

أَثر الفراشة لا يُرَى

أَثر الفراشة لا يزولُ

هو جاذبيّةُ غامضٍ

يستدرج المعنى، ويرحلُ

حين يتَّضحُ السبيلُ

هو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ

أشواقٌ إلى أَعلى

وإشراقٌ جميلُ

هو شامَةٌ في الضوء تومئ

حين يرشدنا الى الكلماتِ

باطننا الدليلُ

هو مثل أُغنية تحاولُ

أن تقول، وتكتفي

بالاقتباس من الظلالِ

ولا تقولُ...

أَثرُ الفراشة لا يُرَى

أُثرُ الفراشة لا يزولُ!




واخيراً

قصيدة إلى أمة والتي كانت من أروع ماكتبة الشاعر




الى أمي


[heartpump]


أحن .. الى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي ..
و تكبر في الطفولة
يوماً على صدر أمي
وأعشق عمري لأني
اذا مت
أخجل من دمع أمي !
خذيني ، اذا عدت يوماً
وشاحاً لهديك
وغطي عظامي بعشب
تعمد من طهر كعبك
وشدي وثاقي ..
بخصلة شعر ..
بخيط يلوح في ذيل ثوبك ..
ضعيني ، اذا ما رجعت
وقوداً بتنور نارك
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت ، فردي مجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع ..
لعش انتظارك .. !

[heartpump]




--------------------


اللهم أنر بالإيمان قبروالدي واشدد أزره وآمنه من الفزع ويمن كتابه
إلهي وخالقي وحبيبي
أسألك أن تيسر حسابه وتثبت له يقينه وأجعله من أصحاب الوجوه المسفرةالضاحكة المستبشرة
في جنة عالية
لاتسمع فيها لاغية فيها عين جارية
وبشره بروح وريحان وأنهار وجنان يامنان
اللهم إني أسألك أن تجمعني به في جنات النعيم على سرر متقابلين

اللهم آمين




المشاركات: 899 | تاريخ التسجيل: يوليو 2006  | أرسل ملاحظه لمشرف الساحه عن هذه المشاركه
شموخ الملكة إليسا
عضو نشيط
رقم العضويه 84954

This user is from Saudi Arabia
أيقونه 1 مرسله في     Offline  الملف الشخصي لـ شموخ الملكة إليسا     إرسال رساله خاصه جديده       تحرير/حذف المشاركه 
شكرا ديماث على مجهودك الرائع
الله يرحم محمود درويش

[ أغسطس 12, 2008, 06:13 AM: تم تحرير المشاركه من قبل: شموخ الملكة إليسا ]

المشاركات: 567 | من: فوق هام السحب | تاريخ التسجيل: مايو 2008  | أرسل ملاحظه لمشرف الساحه عن هذه المشاركه
•[• salma •]•
عضو فعال
رقم العضويه 83776

This user is from Palestine
أيقونه 1 مرسله في     Offline  الملف الشخصي لـ •[• salma •]•     إرسال رساله خاصه جديده       تحرير/حذف المشاركه 

[Frown] الموت لا يغيب المبدعين
محمو درويش ماغاب
لسة موجود معنا
الله يرحمو يارب



--------------------


 -


الكل عامل مثالي , ونازلين ف بعض يعايرو




المشاركات: 7562 | من: ஜElissaஜ | تاريخ التسجيل: فبراير 2008  | أرسل ملاحظه لمشرف الساحه عن هذه المشاركه
دمـــــاثـ
عضو نشيط
رقم العضويه 67684

This user is from Saudi Arabia
أيقونه 1 مرسله في     Offline  الملف الشخصي لـ دمـــــاثـ   البريد الإلكتروني دمـــــاثـ   إرسال رساله خاصه جديده       تحرير/حذف المشاركه 



يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
وعاد في كفن ..

محمود درويش



شموخ الملكة إليسا & [ eLis$Ssa ]

[rose] [rose]


رحم الله الشاعر محمود درويش وغفر له

ومن انجب شعراً كشعرة فهو لم يمت




--------------------


اللهم أنر بالإيمان قبروالدي واشدد أزره وآمنه من الفزع ويمن كتابه
إلهي وخالقي وحبيبي
أسألك أن تيسر حسابه وتثبت له يقينه وأجعله من أصحاب الوجوه المسفرةالضاحكة المستبشرة
في جنة عالية
لاتسمع فيها لاغية فيها عين جارية
وبشره بروح وريحان وأنهار وجنان يامنان
اللهم إني أسألك أن تجمعني به في جنات النعيم على سرر متقابلين

اللهم آمين




المشاركات: 899 | تاريخ التسجيل: يوليو 2006  | أرسل ملاحظه لمشرف الساحه عن هذه المشاركه
الفــــــــلا
عضو مستمر
رقم العضويه 13008

This user is from Saudi Arabia
أيقونه 1 مرسله في     Offline  الملف الشخصي لـ الفــــــــلا   الموقع المفضل للعضو     إرسال رساله خاصه جديده       تحرير/حذف المشاركه 
من يقول بأن درويش رحل ؟!

محمود يعيش فينا بأبيات شعريه

هو من علمني كيفية العزف على الحروف

يآآآآه ياأمسيته الأخيرة في رام الله

وكأن قلبي كان يخفي شعوراً غامضاً بأنها ستكون الأخيرة

أبدع كأي شاعر مودع ..

لم يكن شاعرا قوميا ولم يمنح شعره الثورة ولم يجعل قضية بلاده هي عنصر كتابته ولم يتحمل عبء الوطنية في أشعاره إلا مروراً ورغم هذا كان كأثر الفراشة على قلوب محبيه

نعم أثر الفراشة كتابه الأخير الذي اقتنيته من معرض الكتاب ومازال حتى هذا اليوم مستلقياً باريكتي يشاطرني حزني ونومي ..


مجهود جميل لك أرق معاني الشكر .

--------------------
www.sebasound.com

صبا الصوت .

المشاركات: 2272 | من: دار صقر العروبة | تاريخ التسجيل: ديسمبر 2003  | أرسل ملاحظه لمشرف الساحه عن هذه المشاركه
حسّاس
عضو نشيط جدا
رقم العضويه 19999

This user is from United Arab Emirates
أيقونه 1 مرسله في     Offline  الملف الشخصي لـ حسّاس   البريد الإلكتروني حسّاس   إرسال رساله خاصه جديده       تحرير/حذف المشاركه   عنوان ياهو ماسنجر أدم الصلاة على الحبيب المصطفى
يفنى الجسد .. وتخلد الكلمة
وداعا محمود درويش


شكراً للمشرفة..

ســـلامي ...

[ أغسطس 23, 2008, 12:31 AM: تم تحرير المشاركه من قبل: حسّاس ]

--------------------

:
:
][ رويـــدك يـاقــلــمـــي .. فـإن الـكـلــمــة أمـــــــانــــــة ][
:
:



الـــحــــــر ... لا يـنــسى وداد لـــحـــظــة ...





المشاركات: 1992 | من: زايد الوطن ... و الوطن زايد | تاريخ التسجيل: يناير 2005  | أرسل ملاحظه لمشرف الساحه عن هذه المشاركه
دمـــــاثـ
عضو نشيط
رقم العضويه 67684

This user is from Saudi Arabia
أيقونه 1 مرسله في     Offline  الملف الشخصي لـ دمـــــاثـ   البريد الإلكتروني دمـــــاثـ   إرسال رساله خاصه جديده       تحرير/حذف المشاركه 


الفلا

اثر الفراشة
من اروع ماقدمة الشاعر


الفلا
حساس


الشكر لكم

[rose]




[ أغسطس 23, 2008, 04:06 AM: تم تحرير المشاركه من قبل: ديمــــــــــاثـ ]

--------------------


اللهم أنر بالإيمان قبروالدي واشدد أزره وآمنه من الفزع ويمن كتابه
إلهي وخالقي وحبيبي
أسألك أن تيسر حسابه وتثبت له يقينه وأجعله من أصحاب الوجوه المسفرةالضاحكة المستبشرة
في جنة عالية
لاتسمع فيها لاغية فيها عين جارية
وبشره بروح وريحان وأنهار وجنان يامنان
اللهم إني أسألك أن تجمعني به في جنات النعيم على سرر متقابلين

اللهم آمين




المشاركات: 899 | تاريخ التسجيل: يوليو 2006  | أرسل ملاحظه لمشرف الساحه عن هذه المشاركه
   

   إغلاق الموضوع   تثبيت الموضوع   نقل الموضوع   حذف الموضوع الموضوع الأقدم التالي   الموضوع الأحدث التالي
 - لطباعه هذا الموضوع
إذهب إلى:


إتصل بنا | منتدى السالمية دوت نت

Powered by Infopop Corporation
UBB.classic™ 6.7.1