صفقة القرن: ابتسامات وأحزان في القدس عقب إعلان ترامب خطته للسلام
ما أصداء صفقة القرن في شوارع القدس؟ مراسل بي بي سي توم بيتمان تجول في شوارع القدس القديمة، حيث التقى بعدد من الفلسطينيين والإسرائيليين المعنيين بتلك الصفقة على الأرض.
يقول إسرائيلي: "إذا جاء أحدهم ليتحدث عن السلام، فإن ذلك مدعاة للتجهيز للحرب". ولا عجب من ذلك؛ فقد تعلّم الفلسطينيون والإسرائيليون على السواء عبر تاريخ يمتد إلى عقود أن مبادرات السلام الماضية طالما كانت مشحونة بالاضطراب والانقسام، وربما بالدماء أيضا.
وقد تركت اتفاقيات أوسلو في حقبة التسعينيات وضعا له ملامح، حتى ولو كان هشًا، لكنْ كان يُرجى منه أن يصبح أساسا لسلام دائم - فيما يُدعى "حلّ الدولتين".
وتدعو اتفاقيات أوسلو إلى دولة فلسطينية مستقلة تتكون من الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية عاصمةً، إلى جوار دولة إسرائيلية آمنة على حدود ما قبل حرب 1967.
صفقة القرن: هل تقضي خطة ترامب للسلام على الرواية التاريخية لفلسطين أم أنها "حبر على ورق"؟ كيف سيتعامل الفلسطينيون مع صفقة القرن التي أعلنها ترامب؟ لكن بدا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرغب في تشكيل وضع جديد - بدعوى أن الوضع القديم قد فشل على مدى عقدين من الزمن في جلب السلام.
وفي سبيل ذلك، عمد ترامب إلى اتخاذ منطق مغاير هو منطق إبرام الصفقات - الكفيل بضخّ الدعم الأمريكي اللامحدود لصالح إسرائيل، الشريك الأقوى، وإقرار أوضاع أخرى على الأرض حيث تنشئ إسرائيل مستوطنات يهودية منذ أربعين سنة في الضفة الغربية.
وأدى هذا التحول من جانب القوة العظمى الراعية للسلام إلى فزع الكثيرين في المنطقة حتى قبل كشف ترامب عن صفقته المسماة بـ "صفقة القرن" يوم الثلاثاء.
لكن خطة ترامب فيما يبدو لم تُفضِ إلا إلى إنذار بـ"مزيد من العنف والفوضى"، وهو ما يظهر للعيان من خلال جولة في شوارع القدس القديمة.
يقول توفيق حلواني، وهو بائع فاكهة على مقربة من بوابة دمشق في البلدة القديمة بالقدس: "إن (ترامب) لا يقيم لفلسطين دولة. لن نستسلم ما لم تكن لنا القدس...، إنه المكان المقدس لدينا. يمكن لترامب أن يقول ما يحلو له، فليس لذلك أهمية. لدينا حياتنا هنا، حيث نقيم".
وكانت إسرائيل قد ضمّت القدس الشرقية عام 1980 في خطوة لم تحظ باعتراف دولي. ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وتضمّ القدس الشرقية عددا من أكثر الأماكن قداسةً ورمزيةً، كقبة الصخرة، والحائط الغربي الذي يعرفه المسلمون باسم حائط البراق، ويعرفه اليهود باسم حائط المبكى، وكنيسة القيامة.
لكن ترامب يريد للفلسطينيين في خطته عاصمة في مكان آخر - في ضواحي القدس الشرقية خلف الجدار العازل الذي حددتْ إسرائيل مساره على ضوء احتياجاتها الأمنية مخترقا بلدية القدس، ومقسِّما المدينة فعليا بالنسبة للكثيرين من السكان الفلسطينيين
ويعاني المقدسيون الفلسطينيون في الجانب الذي خلف الجدار العازل ظروفا معيشية صعبة وحرمانا من الخدمات، وثمة مخيم كبير للاجئين، ونقاط تفتيش يتعين اجتيازها يوميا في الطريق إلى العمل أو لزيارة الأقارب.
يقول نبيل إسميني، وهو مقدسي فلسطيني، عن العاصمة التي يريدها ترامب للفلسطينيين خلف الجدار الإسرائيلي: "هنا، قرب المسجد الأقصى، وُلد أبي وقبله جَدي، هنا قضينا عمرنا ... ونحن نؤمن أن هذا بلدنا وأنه هبة من السماء، من الله".
ويؤكِّد المقدسيون الفلسطينيون عُمْق الروابط بينهم وبين قلب البلدة القديمة في القدس.
وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إنه من المحال قبول أي دولة فلسطينية دون القدس (عاصمة لها).
وإذا كان الوجود المكثف لعناصر الشرطة المدججين بالسلاح بلباسهم الأخضر، يعزز شعور الإسرائيليين بأنهم آمِنون، فإن هذا الوجود ذاته يعزز شعور الفلسطينيين بأنهم تحت الاحتلال.
وتعطي خطة ترامب أولوية لاحتياجات إسرائيل الأمنية عندما يتعلق الأمر بتوزيع الأرض؛ وتجعل كل مستوطنات الضفة الغربية جزءا رسميا من إسرائيل.
وفي الحواري الضيقة المفضية إلى الحائط الغربي، يمر جائل بصِبية إسرائيليين يُنشدون أغان دينية.
وتقف امرأة إسرائيلية وتقول عن صفقة ترامب إنها "خطة عظيمة. إنني أحبه. إنه يعرف ما يحتاجه الشعب اليهودي حول العالم".
وتقول وثيقة ترامب إن بسْط السيادة الإسرائيلية على المستوطنات سيُعوَّض في المقابل بمساحات من الأرض للفلسطينيين.
وتقرّ الوثيقة لإسرائيل بالسيادة على غور الأردن، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية في الضفة الغربية على الحدود مع الأردن.
ويؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن خطة ترامب تقرّ "بوجوب سيادة إسرائيل على الأماكن التي تعينها على الدفاع عن نفسها".
ويصف نتنياهو مقترحات الوثيقة، المتعلقة بسريان القانون الإسرائيلي على المستوطنات، بـ "فرصة القرن" بالنسبة لإسرائيل.
أما الفلسطينيون فيقولون إن الخطوة كفيلة بترسيخ نظام الفصل العنصري.
وبالدخول أكثر في الجانب اليهودي من القدس القديمة، يرصد الجائل لافتات ترحب بخطة ترامب.
ويعكس إيال أفيتال، وهو بائع مجوهرات إسرائيلي، معتقَد الكثيرين من القوميين الإسرائيليين المتشددين ممن شكلوا قاعدة لحكومات نتنياهو الائتلافية، قائلا: "ها قد عدنا إليها بعد ألفي عام. الآن إسرائيل يعود إلى الأرض ويُحيلها إلى جنة".
ويعتقد أفيتال أن الضفة الغربية بالكامل ينبغي أن تخضع لسيطرة إسرائيل، ويرى أن الأرض هبة من الله.
يقول أفيتال إن أي دعم للتفاوض حول دولة فلسطينية مستقلة سيقف بينه وبين التصويت لصالح نتنياهو.
في غضون ذلك، ثمة أصوات متعددة في اليسار الإسرائيلي ترفض الكثير مما اشتملت عليه الخطة الأمريكية، التي يرون فيها تقويضا لحل الدولتين، فضلا عن رؤيتهم لها كتدخل في الانتخابات الإسرائيلية.
وفي القدس شاهد الكثيرون العرض المدهش الذي قدمه الرئيس ترامب في البيت الأبيض أمس الثلاثاء، حيث قدم الرئيس الأمريكي خطته للسلام في حضور أحد طرفيها دون الآخر، وهو ما حدا بالفلسطينيين إلى القول إن الرئيس ترامب "يصفق بيد واحدة".
مرسله في
مبارح للقيت وقت شوف الأخبار .. المفارقة أنو النفس ميالة لطرفين ضد بعض مع فروقات شاسعة طبعا لصالح الحق يعني اللي بشوف تل أبيب كيف تصميما وقوانينا بقول خليها معن بلا ما ترجع وتصير متل مخيم اليرموك
وبنفس الوقت إسرائيل عدو تاريخي لكل شخص عندو شرف وقيم وأخلاق وضمير وناموس وفطرة وووإلخ
الصفقة موزعة عمصر والأردن لتأمينها و عأبو جهل وأبو لهب للتمويل
وبشار الأسد متل العادة عم يسخن حميرو ويعطيهم إبرة بنج جديدة ورح يوقع عن قريب ويتنازل عن الجولان متل ما عمل أبوه باسكندرون