استعدت الصغيرة دلال للصلاة مع باقي أبناء الأسرة صلاة الجماعة يؤمهم كبيرهم الصلب عبدالوهاب، القائد الأعلى لقوات الأسرة الشباب تحت سن 14، القادر على كبح جماح كل من تسول له نفسه الاطاحة به، والاستيلاء على مركزه القيادي. المكان الذي اختاروه لصلاتهم ضيق، وبالتالي لم يتبق مكان كاف لدلال تصلي فيه خلفهم. لم يعجز الأولاد عن التفكير بحل، وكان عبارة عن بقعة صغيرة وجدوها خلف صفّيهم، فحشروا المسكينة كسمكة السردين فيه؛ صحيح انها لن تواجه القبلة في صلاتها، ولكنهم لم يتوقفوا عند ذلك كثيرا، ولا بأس طالما أنهم يواجهونها، وهذا كاف بالنسبة لهم. هذا الاضطهاد للأنثى صار معتادا من الكثيرين في شرقنا الأوسطي، ولو لم يكن هناك امرأة يتعالون عليها، ويعاملونها على أساس أنهم المخ والعضلات، وهي مجرد اضافة لهم، لاخترعوا لهم واحدة تتلقى منهم مختلف الاهانات والضربات. في أيام انقضت وولت، كان الوجه المسودّ، الغاضب، الكظيم يدس المسكينة التي أتت على غير رغبة منه، بهدوء شديد، في التراب، كاتما أنفاسها قبل أن تكبر و(تشوف الدنيا). في أيام نعيشها حاليا، خرج لنا من لا يمانع في تركها تنمو لتصير امرأة، ولا يجد بأسا في ذلك، ولكن رؤيتها للدنيا يجب أن تكون عبر عين واحدة فقط؛ (وايد عليها) رؤية الدنيا بعينين اثنتين، فتلك النعمة من حقه هو فقط، الرجل الحاكم بأمر المجتمع. هكذا قرر الداعية السعودي محمد الهبدان للنساء المسلمات؛ نقاب اسلامي بعين واحدة، كي تتمكن من رؤية الطريق. غير هذا، لا حاجة لها أن ترى شيئا. الله يطول بعمره. خايف عليها أن تتعثر وتقع. رجل الجزيرة الأناني، العاشق لنفسه، المعجب بذاته، تسربل طول عمره بالأبيض، (فتنفّهْ) أما هي فلفّها، وكفّنها بالأسود من رأسها حتى أخمص قدميها. لون يليق بها، وهو ملائم جدا، ويتوافق شكليا مع باقي الحلال الذي لا يهمه سوى ملء بطنه بالطعام والكلأ. كشف، هو، وجهه للشمس والهواء والطبيعة التي خلقها الله للبشر، وركض اليها يغطي وجهها بعد أن أقنعها بأن هذا من الدين، وأنها آثمة ان لم تطعه، وتلقي عليه طبقات من القماش لتكتم أنفاسها، كما كتمت أنفاسها من قبل طبقات التراب. كبّلها بمطالبات كثيرة حفاظا على ذكورته المتورمة، ولكي ينام هانئا، مستريحا فقد أغلق أبواب الشياطين التي لا قبل له على مواجهتها، وتحدّيها. هو ضعيف المقاومة، وعليها هي، الأنثى، أن تحمل لواء القوة والمنعة. ان سار في الدرب على اليمين، عليها أن تسير في أقصى اليسار، بجانب الحوائط، مطأطئة الرأس، ذليلة الخطى، متعثرة التفكير. الروائح الجميلة مخصصة له هو فقط، ولا ضير في أن يتضمخ ويتعطر بالورد والعود والعنبر، ويمشي يتفاوح منه عبير العطور والبخور. بالنسبة لها، هذا الشيء مرفوض لأنه مثير للرجال، وهم ضعاف، ويحتاجون للوقاية والحماية من ضعفهم هذا، والمرأة هي من عليها التنازل، والخضوع، رغم اتهامهم لها بالضعف والهشاشة. ان أرادت الذهاب لشراء حاجاتها، عليها أن تسحب معها السيد محرم، اتقاء للشرور والمعاصي، وكأن تلك الشرور والمعاصي لا يمكن أن تصل للمرأة حتى عتبة بابها. املاءات ومطالبات وارشادات لا تكاد تتوقف ظنا من الرجل بضعفها رغم قدرة تلك الضعيفة على أن تسحب صاحب المخ المعضل للماء، وترجعه عطشان.
![[applause]](graemlins/applause.gif)
--------
رايي ان القديرة عزيزة المفرج طلعت حرتي والله بكل حرف اكتبته
تعبنا من المجتمع الرجولي والتحكم فينا واباحة كل المحضورات للرجال ومنع المرأه من ابسط حقوقها تحت اسم الدين والعادات
الناس اوصلت القمر والمريخ وقاعدين يتوصلون لطريقة نشأة الكون وكيفية خلق حياة على المريخ وكيفية تخطي حدود مجرة درب التبانة
وشيوخنا مهمومين بفتنة المرأة وحرمتها وتصرفاتها وحياتها
ارحمونا يامتأسلمين
شوهتو صورة الدين
تعبتونا .. صار منظرنا جداً سخيف امام الغرب
الرسول عليه الصلاة والسلام كرم المرأة بعد ماكانت مهانة ووصى عليها
واليوم للاسف رجعنا لزمن وأد النساء بس بموضة تتماشى مع الالفية الثالثة ..
يعطيكم العافية
