اليوم فيصل نزل مراجعة رائعة لفيلم 2001: A Space Odyssey , راائع كثير , جد ابدع فيها ,
الجرأة في التساؤل و الشطح في مقامات التفكير هي العبقرية التي يتصف بها بعض البشر الذين غالبا ما يواجهون تهجمّات و إنتقادات حادة قد تصل لإتهامهم بالجنون و الغباء أحيانا , و هي لا أخفي عليكم قد تكون ردة فعل طبيعية لأن هذا الشخص العبقري شاغل تفكيره بالمستقبل بإستخدام خياله الخاص , و بما أننا مخلوقات تجهل المستقبل تماما فقد نجد نفورا من الأفكار المستقبلية المعقدة التفكير و المليئة بالخيال المنطقي , فيبدو لنا هذا الشخص معتوها أو مجنونا , و لكنه في الحقيقه يبدو لنا هكذا فقط .
فيلم 2001 هي نظرة مستقبلية من عقل سينمائي مفكّر خلّد إسمه كواحد من أكثر البشر عبقرية في مجال السينما و الذي أراه قد خرج عن هذه الحدود بعد إصداره لهذه الحكمة الرائعة في فيلم 2001 , ستانلي كيوبريك يتجرأ في عام 1968 و يعرض للجمهور نظرته الخاصة لعام 2001 و كنتيجه لهذا الفعل لم يقدّر الفيلم كثيرا في وقته و تعرّض لبعض التهجمات من البعض بوصف الفيلم أنه غير مفهوما و خياليا جدا , و هذا ما تطرقت إليه بالبداية حين تحدّثت عن العبقرية و كيف ممكن أن يستقبلها الإنسان في البداية , من ينسى السخرية الشديدة التي تعرض لها إنشتاين عند عرضه للنظرية النسبية , أو طرد أديسون من المدرسة لأن المدرّسين لم يستحملوا أسئلته الكثيره جدا و اعتبروه غبيا و متخلفا عقليا على مقياسهم المتواضع , و غيرهم الكثير من الأمثلة التي تدل على أن البعض قد يعيش في واقع يتضارب فيه بأفكاره مع أفكار المجتمع .
لنعود مرة أخرى لفيلم 2001 , إن أكثر من ما يميز الفيلم كما ذكرت سابقا هي جرأة كيوبريك في التفكير , كلارك و كيوبريك صنعوا نصا غريبا في وقته - و مازال - بسبب جرأة التفكير على إنتقاد تطور الإنسان و سلسلته التاريخية تجعلك حائرا إلى أين يريد كيوبريك أن يوصلك بالنهاية , يبدأ الفيلم بمشهد تطبيق نظرية داروين للتطور الإنساني - و التي هي خائطة بالتأكيد سواء إستندنا للشرع أو العقل - , و التي أعتبرها شخصيا أفضل بداية لأي فيلم شاهدته حتى الآن - رغم أني أرفض مبدئها تماما - و لكن إخراج كيوبريك هنا في قمة عبقريته إستنادا لطريقة المعالجة و العرض و الطرح المختلفين جدا , فقد إنتقلنا للماضي , 4 ملايين سنة قبل ميلاد المسيح , عرضه لنا لينقلنا للمستقبل دون العبور للحاضر - نحن نتحدث و كأن حاضرنا 1968 موعد إصدار الفيلم - فتفكير كيوبريك غاص في عالم المستقبل , مستقبل فارغ و مليئ بالهلوسات و التخيّلات كما ستبدو لي لو أني شاهدت هذا الفيلم وقت صدوره , و لكنه -سيبدو لي- كذلك فقط , كل ما رآه كيوبريك حدث من وصول الإنسان للفضاء و الكواكب الأخرى , المركبات الفضائية , السفر و الذكاء الإصطناعي للكمبيوترات , لا أخفي عليكم أني مازلت أشعر بالرعب من هذه الأفكار الناتجة من عقل الإنسان فكيف لو أني شاهدتها قبل 40 عاما ؟!
فكرة الفيلم تدور حول الجهل و المعرفة , الإنسان و تطوره , العقل و الفضاء , ولد الإنسان صغيرا لا يعرف المشي أو إمساك الأشياء ليخدمها تحت إرادته , يكبر و يتعلم و ينضج و يحسب أنه الآن متمكنا حتى أنه يتجرأ و يتكبر و كأنه ميسّر من السماء , و لكن لا يلام إذ إن عقله ما زال محيطه البيئة التي يعيش بها , و حتى إن وصل تفكيره و ذكاءه إلى الخروج من هذه البيئة و الغوص و السفر بالكون , ما زلت صغيرا , فهو لا يعرف يمشي في الفضاء دون جاذبية , و لا يعرف أن يمسك أدواته التي تطير حوله , سيرى مرشدات على باب دورات المياه - أكرم القارئ - عن كيفية إستخدامه , عدنا لنقطة الصفر! مازلت صغيرا و ستظل صغيرا أمام هذا الفضاء الواسع و الكبير , فعبقرية كيوبريك وصلت لهذا الإستنتاج الذي اطفئ كل لهيب شموخ عالم إعتقد أنه سيملك الكون بمجرد خروجه للفضاء , سنرجع لنقطة الصفر , الإنسان طفلا و جاهلا دائما , و كل ما إقترب و غاص في المعرفة و فهو يصل لنهايته بنفسه , بعبثيته و تطفله و فضوله , طفلا فعلا!
نحن نقف الآن أمام فيلم كيوبركي أصيل , أي أن الإخراج مهما بحثت به و درسته , سيظل هناك المزيد من الإتقان الغير ملحوظ بسهولة , و فيلم 2001 أعتبره أفضل إخراج رأيته في أي فيلم شاهدته في حياتي , فمازلت لا أستطيع إستوعاب حجم هذا الإخراج العظيم فكيف لي أن أفهمه و أحلله ؟ فقد صنع كيوبريك فيلما من بطولة السماء , الكواكب , النجوم , و المركبات الفضائية , الإنسان ضائع بينهم , فيلما ليس من بطولة إنسان لأنه فيلم لنص ينتقد تطور الإنسان و معرفته من أساسه فكيف يكون بطلها ؟! المساحات الشاسعه في الفضاء و تصويرها بالكاميرا الخلابة مصاحبا لأشهر ألحان الملحنين البشر عبر التاريخ يجعل من المشاهدة وحدها - دون الفهم - متعة أخرى , و أرى أن أساس كل هذا الذكاء في الإخراج و الإتقان هو خيال كيوبريك وحده , فعندما تحدّثت عن العبقرية و كيف أن أساسها هو الخيال في طرحه لأسئلة في قمة الجرأة , هنا تطبّق الحديث بمعاييره و تفاصيله و جماله , فأحد حقوقي هنا و أنا أكتب المراجعة الآن هو أن أتحدث عن كل مشهد لوحده , إعتباره قطعة فنية صنعت لوحدها , و لكني لن أفعل لأنه جمال مشاهدتها أكبر من جمال الحديث عنها عكس بعض الأفلام التي أستمتع بالحديث عنها أكثر من مشاهدتها .
2001: ملحمة الفضاء. واحد من أفضل ثلاث أفلام شاهدتهم على الإطلاق , ربما يكون الأفضل بينهم , و لكني لا أحب أن أرتّب بينهم - حتى أكاديمية الأوسكار لا تتوج الفيلم الأفضل لكل عام فهي تقول " الأوسكار يذهب إلى " و لا تقول " و الفائز بالأوسكار هو " و هنا يخلق الإختلاف بالتفضيل - , ربما لن يعجبك الفيلم كونه فيلم صعب و جريئ و تعدى حدوده في التفكير , و ربما يعجبك و تعتبره أفضل فيلم شاهدته في حياتك .
10\10
ملاحظة : إن شاهدت الفيلم و لديك أي إستفسار - و هو شيئ أكيد - فباب النقاش مفتوح كوني قرأت الكثير عن الفيلم و ربما أملك بعض الإجابات المرجوة .
تو الناس لول , كتبت عن بول نيومان بالموقع , والله هوليوود فقدت رمز. على العموم انا جاي بسالفة ثانية
في بداية الستينات الميلادية كان التوتر والخوف من حرب نووية هو حديث العالم , حيث كانت الحرب الباردة بين امريكا والإتحاد السوفيتي ” على اشدها ” إن صح التعبير , من جهة كانت الحكومة الأمريكية خائفة من فكرة الشيوعية واحتمالية قضائها على مبدأ الديموقراطية. لكن من جهة اخرى , جشع روسيا والإتحاد السوفيتي بالسيطرة على العالم واحتلال عرش امريكا قد اعمى بصيرتهم عن اي تصرف مسؤول. في ظل هذه الأجواء المتوترة , ظهر ستانلي كوبريك لكي يطرح تساؤلاته الخاصة حول مصير العالم في ظل اللعبة التي يلعبها الفريقين , من خلال طرح كوميديا سوداء تحتوي على سيناريو متحمل لشن الحرب النووية بين اكبر دولتين بالعالم , ساخرا من الحكومة , ساخرا من السياسيين وساخرا من كل من ادخل نفسه في وسط هذه الفوضى الصبيانية.
يعتبر فيلم Dr. Strangelove : Or How I Learned to Stop Worrying and Love the Bomb , صاحب عنوان طويل جدا , وايضا مدرسة لأفلام الكوميديا السوداء , حيث كانت الكوميديا الحادة سمة اساسية في تكوين النص. يتساءل كوبريك في هذا الفيلم عن مصير العالم بأيدي سياسيين مغفلين , يتعاركون في وسط غرفة العمليات , وعسكريون مجانين , حيث العسكري الأمريكي الذي بدأ بالهجوم النووي على الإتحاد السوفيتي لإيمانه بأنهم يسربون فكرة الشيوعية داخل علب المياه , ويؤكد فكرته بقوله انه يشعر ان روحه بدأت تموت! رئيس امريكا يحادث رئيس الوزاء السوفيتي ويخبره عن الهجوم النووي , بدلا ان يفكر معه بحل لهذه الأزمة , يستمر رئيس الوزراء في معاتبة الرئيس الأمريكي قائلا انه لا يحب حتى ان يكلمه ليسلم عليه , في حين بعد اقل من ساعة ستنفجر اول قنبلة هيدروجينية وسط الإتحاد السوفيتي. حقيقة , هل هؤلاء هم الذين يحكمون العالم ؟
كان سيد العمل بجدارة هو النص الذي ابدعه ستانلي كوبريك , بعد قراءته لأكثر من 200 كتاب عن الحرب النووية , واقتبسه عن رواية لبيتر جورج , قدرة كوبريك على خلق نص غاية في الذكاء , الإمتاع والجرأة يجسد ذروة الإبداع. حيث توجد مشاهد تجسد اكثر اللحظات اضحاكا وسخرية بتاريخ السينما , كمشهد مكالمة التليفون التي ذكرتها سابقا. ومترافقه بإخراج متميز كعادته ( كيف لا وهو الذي صنع التحفة السينمائية A Space Odessey بعد هذا الفيلم بخمس سنوات ) . حيث استطاع الإنتقال بالأسلوب الرمزي لمستوى جديد , واستطاع ايصال افكاره ببساطة وعبقرية. من نجوم الفيلم ايضا الممثل الكبير Pater Seller , بقيامه بثلاث ادوار دفعة واحدة , الرئيس الأمريكي الحانق , العسكري البريطاني الذي يحاول ابطال العملية النووية بعد ان تم خداعه والبروفسر النازي السابق , Dr. Strangelove. قدم سيلير اداءا ذكيا ومتميزا , حيث يصعب الإكتشاف ان هؤلاء الثلاث شخصيات هم بالواقع ممثل واحد , استطاع الإنسلاخ من جلده وايجاد مفهوم متجدد للكوميديا.
استطاع ستانلي كوبريك في وسط مسيرة سينمائية حافلة بأعمال مختلفة كليا في مواضيعها , لكن في طياتها تحمل نفس الروح المتمردة والسوداوية للحياة بتقديم كوميديا سوداء تصنف كأحد افضل الأعمال السينمائية العالمية , والكثير يعتبرها اكثر عمل متكامل لكوبريك طوال اعوامه التي قضاها في صنع الأفلام. قد يطرح الفيلم تساؤلات حول الواقع السياسي العالمي متجددة , ولا تنتهي , على الرغم من انها اسئلة ابدية لكنها مستحيلة , عن السلطة , عن الإنسان وعن تفكير الإنسان. عن الثقة واهليتها بالنسبة لأي شخص مهما كان , متى سيصل إلى النقطة التي يختل فيها ميزان العقل , وهل يمكن التراجع بعدها ؟ احد اذكى الأفلام في فكرتها , اجرأها بالطرح واكثرها جنونا , بجدارة Dr, Strangelove يجسد الفلسفة التي قامت عليها فكرة السينما بالعالم.
10\10
يقول ماجد في مراجعته لمراجعتي
رد مقتبس: يزيد أحلى مقاله الك على الاطلاق..
فأقرؤها لو سمحتوا
--------------------
"The Greatest Living Actress"
المشاركات: 2671 | من: الخـبــــر ,, | تاريخ التسجيل: يوليو 2006
|
اليوم شفت فيلم روعة على الmbc 2 اسمه Rear Window وهو طبعا من أفلام المخرج المعروف Alfred Hitchcock بس حسافة ما شفته من البداية بس قصته عن واحد مصور ريله مكسورة ما عنده شغله غير انه يالس طول يومه عند دريشة شقته يراقب جيرانه بالعمارة المقابلة المهم في يوم من الأيام يشك في واحد من الي يراقبهم انه قتل زوجته فقام خبر صديقه الي فالشرطة وصديقته بالجريمة الي شاك فيها علشان يساعدونه يتأكد هل الريال صج قتل زوجته أو لا؟!!المهم ما ابي أخرب عليكم باقي القصة بس نصيحة تشوفون الفيلم روعة وطبعا نسيت أقولكم ان الفيلم من بطولة الممثل المشهور James Stewart
تقييمي للفيلم 9/10
--------------------
المشاركات: 2876 | من: البحريــن | تاريخ التسجيل: نوفمبر 2007
|
ميلانو لول، اممم برشحلك كم فيلم عالسريع من انواع مختلفة، Singin' in the Rain كفيلم ميوزكال، جدا جدا ممتع ويوسع الصدر. كدراما لازم تشوفين To Kill a Mockingbird، فيلم انساني رائع، مؤثر. رومانتك كوميدي شوفي The Philadelphia Story اوIt Happened one Night او Roman Holiday إذا ما شفتيه, او فيلم فيه عبرة شوفي It's a Wonderful Life. اخيرا An Affair to Remember اعتقد فيلم جد جد بتحبينه.
على فكرة اختيار ريان رااائع!!
دريمي غيرل، هذا واحد من احب الأفلام إلى قلبي، اموت فيه.. كتبت عنه مراجعة في الصيف على البلوق لول..
--------------------
"The Greatest Living Actress"
المشاركات: 2671 | من: الخـبــــر ,, | تاريخ التسجيل: يوليو 2006
|