يعتزم صناع الأقراص المدمجة (سي دي) وضع "أقفال" رقمية على منتجاتهم لمنع عمليات القرصنة التي تلحق أضرارا جمة بالمصنعين والفنانين على حد سواء

ومن المرتقب أن تشرع شركة فرنهايت إنترتاينمات المستقلة في تسويق أول قرص مدمج منيع في نهاية مايو/أيار الجاري في محاولة لجعل الفنانين مطمئنين إلى أن أعمالهم لا يستمتع بها إلا من يدفعون مقابلا لذلك

ويعد النظام المستخدم في هذه الأقراص المدمجة محاولة جديدة من مسجلي الأقراص والناشرين لها لوقف عمليات القرصنة

غير أن هناك سؤالا مفاده هل سيقبل المستهلكون بالقيود المفروضة على المنتجات التي يقومون بدفع ثمنها

طريق ملتو

وستبدأ المحاولة في 15 مايو الجاري حيث سيُطرح في الأسواق قرص مدمج جديد لمغني الكانتري جيم ريفز. وستحاط الموسيقى المسجلة بما يشبه غلافا تكنولوجيا يؤمل من ورائه منع نسخ القرص بشكل غير قانوني

ويجري تشغيل القرص بشكل عادي كما يحصل في أجهزة هاي فاي المعروفة، أو في السيارة أو أجهزة الليزر المحمولة، إلا أنها تقاوم أية محاولة لتحميل محتواها على شكل ملف من ملفات برنامج ميديا بلايير 3 أو(إم بي3) الكمبيوتري

وبمقدور برنامج (إم بي3) أن يحول ملفات الموسيقى إلى صيغ صغيرة الحجم تصدِر موسيقى لا تقل جودة. وقد تمكن العديد من الأشخاص من تحميل نسخ موسيقية غير مشروعة من (إم بي3) على أقراص مدمجة في حوزتهم، ومن ثمة جعلوها مشاعا على مواقع خاصة في الإنترنت أو من خلال مواقع متخصصة كما هو الحال بالنسبة لشركة نابسترز

غير أنه في هذه المرة سيجد كل من يعتزم تحويل الموسيقى المحملة على الأقراص الجديدة إلى ملفات إم بي3، سيجد نفسه محالا على موقع على الإنترنت يتحقق من أصالة القرص، ثم يسمح له بالتحميل الشرعي لما يشاء من قطع موسيقية على الملفات المرافقة لبرامج وِندوز

الحماية الرقمية

وموازاة مع ذلك تعتزم شركة سانكوم التي ابتكرت نظام الحماية الرقمية للمنتجات الموسيقية، الشروع لاحقا هذه السنة في تسويق برامج كمبيوترية تسمح للمستخدمين بتجميع القطع الموسيقية المتحقق من أصالتها

ويقول بيتر تريماركو من شركة فرنهايت أن هذه التجربة تمنح هواة الموسيقى المتعة من جهة، وتحمي الأقراص من عمليات القرصنة

ويشار إلى أن المشروع الجديد ما هو إلا محاولة أخرى على سبيل منع قرصنة الموسيقى المسجلة على أقراص سي دي، فقد سبق لعدة شركات عاملة في هذا المجال أن طورت أنظمة تتحقق من الأصالة، في محاولة لوقف تيار القرصنة الرقمية

وكان العاملون في هذا القطاع قد أنشأوا في ديسمبر 1998 ما يسمى بمبادرة الحماية الرقمية للموسيقى التي تعنى بتطوير برامج التحقق من أصالة المنتجات وتوفير أنظمة حماية الأقراص المدمجة والموسيقى الرقمية

نموذج الاشتراك

لكن جهود مبادرة الحماية الرقمية قوبلت بانتقادات من طرف أكاديميين يقولون إن القصور يعتري ما تطوره من أنظمة وبرامج. وقد حمل التخوف من التعرض لمتابعات قانونية هؤلاء الأكاديميين على عدم نشر ما توصلوا إليه من نتائج

غير أن ذلك لم يمنع تداول نسخ من نتائج أبحاث الأكاديميين ذاتهم على شبكة الإنترنت

لكن بعض المعلقين يعتقدون بأن المستهلكين لن يقبلوا بالقيود المفروضة على ما ينوون القيام به بمنتجات موسيقية سبق لهم أن دفعوا ثمنها

ويتوقع العديد أن تكون لأسلوب الأداء المالي مقابل الحصول على الموسيقى الغلبة في النهاية على نظام الحماية من القرصنة الذي يفرض على الناس عملا أكبر من أجل الاستماع للموسيقى