الانسان ليس عبارة عن جسد فارغ, بل هو كتلة من الاحاسيس, الجسد قابل للتغير مع عوامل الزمن او العمليات الجراحية العلاجية او التجميلية, و كذلك المشاعر و الاحاسيس قابلة للتغير, و لكن ماذا يحدث لو كان ذلك التغير في الاتجاه الخاطئ؟ ماذا لو لم يكن للشخص يد في ذلك التغيير الخاطئ؟ من نلوم؟ و هل يمكننا اعتبار ذلك الشخص طبيعيا مثلنا ام ماذا؟ تعالوا معي نبحر في مذكرات فيصل, صفحات متناثرة, اجزاء غير كاملة و لكنها قد تساعدنا على تكميل الصورة اللغزية.
الحلقة الاولى
1990 - 5 - 15
انا اسمي فيصل انا عمري 7 سنوات شعري بني فاتح و عيناي لونهما أخضر وبشرتي بيضاء وزني خمسة و عشرون كيلو و لا أذكر طولي انا لدي اخت واسمها أحلام و هي أكبر مني انا احب ابي و احب امي انا احب الرسم و العزف على البيانو و الغناء ادرس بمدرسة ابن سينا الابتدائية احب جميع المواد ما عدا الحساب. لدي الكثير من الاصدقاء و أكثر صديق أحبه هو بسام. مدرسي المفضل اسمه سليم مدرسي سليم يحبني كثيرا و يطلب مني الحضور الى غرفته بعد الدوام في بعض الايام مدرسي يعطيني بعض الحلوى كلما حضرت الى غرفته احب اسرتي و احب الكويت و احب مدرسي سليم أنا أيضا أحب السفر و سافرت الى دول كثيرة مع أهلي لكني أحب الكويت أكثر من كل الدول التي سافرت اليها
1998 - 5 - 3
مازلت غير قادر على نسيان ما حصل بيني و بين أيهم يوم أمس, لماذا يا أيهم؟ ظننتك صديقي و اخي و خاب ظني؟ لماذا خيبت ظني؟ لا ادري كيف تحملت جلوسي بنفس غرفة الدراسة التي انت بها اليوم, و لا ادري كيف سأكمل هذه النسة الدراسية والحجرة القزرة تجمعنا نحن الاثنين شئنا ام ابينا. لماذا كنت تنظر الي اليوم بين الحين و الاخر كاللصوص؟ هل انت نادم على ما حصل؟ ام تلك كانت نظرات الكره؟
لا ادري لمن ابوح بما حصل, فقد يسيء فهمي من قد اخبرهم و يصفونني بصفة لا أحملها. قد يفهموني بشكل خاطئ و يضعونني في خانة معينة تشغلها فئة من البشر لا انتمي اليها حتى و ان كانت هناك دلائل تشير الى انتمائي الى تلك الفئة في نظر من حولي. حتى و ان ظننت احيانا و انا انظر الى انعكاس صورتي على المرآة او عندما اقارن نفسي بغيري من الشباب بانني من تلك الفئة.
وجدت في أيهم مشروع أخ, الأخ الذي لم تلده أمي, الاخ الذي حلمت بوجوده الى جانبي. أحلام اختي و أحبها و لكنني كنت أبحث عن أخ, ربما لاخبره عن اسراري, لاحلق معه حرا طليقا و يحلق هو معي في سماء افكارنا و احلامنا الخاصة. اعتقدت ان رغبتي كانت قد تحققت عندما تعرفت على أيهم. لا انكر انني انجذبت الى شكله و لكن شكله كان مجرد مقدمة لانجذابي الى شخصيته. دفعني ذاك الانجذاب الى اعتباره الأخ الضائع الذي ابحث عنه. و لكن كل شيء تحطم يوم أمس , بعد انتهاء فترة الدوام المدرسي بالتحديد.
ما انقذني مما كان على وشك الحدوث هو تذكري لتأنيب أمي لي عندما كنت صغيرا ادرس في المرحلة الابتدائية عندماأخبرتها عن ذهابي الى غرفة استاذي سليم الذي كنت احبه وعن ما كان يقوم به اثناء تلك الزيارات , تذكرت ذلك التأنيب, كانت أمي تؤنبني و الحزن يسيطر على عينيها, نعم الحزن و ليس الغضب. لم أفهم وقتها الداعي وراء رد فعلها و لكنني فهمت كل شيء عندما كبرت قليلا و ظهرت لي الاماكن التي كانت مخفية عن تفكيري و مخيلتي قبل نظري. و في لحظات قمت بدفع أيهم بعيدا عني ووجهت اليه لكمة لا ادري كيف امتلكت قوتها و لكنها اصابته في أعلى خده الأيسر و كاد يسقط من تأثير قوتها و أنا قلبي سقط, فهاهو أيهم, بالرغم من حبي له اعتبره الأن المجرم رقم مئة في حياتي. ماكاد ان يحدث قد يبدو تافها للبعض و لكنه ان حدث كان سيعني بداية التنازل عن مبادئي, و هذا ما لن افعله لطالما حييت.
لست من ذلك النوع يا أيهم, و لم يخطر ببالي ابدا انك كنت تنظر الي من تلك الزاوية القذرة. و لكنك لست اول من يسيء الظن في, فقد فعلها كثيرون غيرك, منهم من واجهته و منهم من لم اكترث به, و الان لا اظن انني سأكترث الى تلك النوعية من البشر مرة اخرى, فلماذا اثبت لهم بانني طبيعي؟ بل لماذا اكذب؟ فانا لست طبيعيا, لست كغالبية البشر. انا طفل, طفل في جسد شاب, ربما طفلة في بعض الأحيان, لست متأكدا. و لكنني لست كما يقولون خفية من وراء ظهري او علنا. وداعا أيهم ,لكن ترى الى كم من الوقت سأحتاج كي أنساك؟ أنا أسف يا أيهم لانني قمت بلكمك, اعتبر تلك اللكمة نصيحة مني لتغير طريقة عيشك ان كنت ذا تفكير منحرف كما اوضح تصرفك, و ان لم تكن كذلك و كان كل ما فعلته مجرد استهزاء بي من أجل متعتك او من أجل اضحاك بعض اصدقائك و زملاء الدراسة علي فارجو أن تعتبر تلك اللكمة رد تستحقه مني. لكن هل سيتحمل قلبي حبا جديدا؟ لا أدري وهل أقول حبا ام صداقة؟ فكلمة صداقة تبدو خفيفة و تافهة في نظري, بينما كلمة حب تبدو ثقيلة الى حد زائد عن اللزوم....
1999 - 11 - 25
مازالت حياتي خاوية و لا طعم لها من دون مهند.فأنا اليوم لم أتناول اي طعام و شربت فقط كأسا مملوء أقل من نصفه بالماء, فكيف لي بأن أعيش حياتي و مهندي الغالي ليس هنا؟ يحاول بعض من حولي ان يخرجوني من حالة الحزن التي أعاني منها دون جدوى, فقد أصبحت الدموع معتادة على الجريان من عيناي , مارة بخداي, واصلة الى شفتاي , و مع كل سقوط لدمعة صرت أشعر بلذة عارمة, فكيف لا و دموعي تنهمر من أجل من يستحقها؟ وقلبي اشعر بانه خاوي, فكيف لا يكون و من يملؤه بعيد عني؟
تخيلت أكثر من مرة بأن يقوم شخص بحجب الرؤية عن عيناي بيديه فجأة اثناء بكائي فأقوم بابعاد يديه لأكتشف بأنه مهند..... او المهند الحالم كما يطلق على نفسه. كم أرغب في عودة ذلك المساء الذي قضينا فيه وقتنا على الشاطئ بالقرب من أبراج الكويت و كنا قد احضرنا ذلك الشريط الذي لم نمل منه بالرغم من سماع ما به عشرات المرات, و كان هو يغني بأعلى صوته و كنت أشاركه الغناء قليلا. و بعد انتهاء كل أغنية كنا نضحك كالأطفال. نضحك غير مكترثين لهمومنا و احزاننا المدفونة في قعور قلوبنا.
يتبع
[ مايو 21, 2009, 05:39 PM: تم تحرير المشاركه من قبل: PoCkY BoY ]
المشاركات: 5849 | تاريخ التسجيل: فبراير 2004
|
مرسله في
حياتي بدونها أفضل !
تدميييييييييييييييييييير البداية جدا قوية و غريبة وجريئة أيضا ، و تخلي الإنسان يروح لبعيد بخياله ... طبعا ما بنقدر نفهم كل بدون التكملة ... في انتظار التكمله على أحر من الجمر ... برافو عليك مهند الأغنية اللي بالموضوع كثيير حلووة رغم إني ما فهمت منها ولا كلمة
--------------------
عبود حجازي سابقا
المشاركات: 5211 | من: كوكب الأرض | تاريخ التسجيل: نوفمبر 2007
|
عموما الحياة الحين الواحد يقعد بروحه احسن له من االاجتماع ويه الناس لان الناس مايجي منهم الا كل شر ولا تتوقع من احد خير اتوقع دايما ان بجيك منهم شر وهناك غيبه وكلام الوحده احسن وعدم الانخلاط بالناس احسن والي فهتمه ان الولد ماشي في مسار غلط الله يهديه،ويتقرب من رب العالمين اكثر لان هدي الدنيا رايحه وكل هذا وهم الحقيقه هي الموت والقبر والناس بعضهم صار مثل الحيوانات حياتهم كلها شهوات وكلها اشياء موزينه مادري ليش صارو وصخين هالقد الله خلق الحيوانات شهوه بدون عقل وخلق الملايكه عقل بدون شهوه وخلق الانسان شهوه وعقل ليش ماتكونو انتو مثل الملايكه عقل بدون شهوه ليش دايما تتشبهو بالحيوانات
شكرا المهند وان شا الله يستفيدو الناس من تجاربك او تجارب الغير والقصص الي تقولها.
[ أكتوبر 06, 2008, 06:05 PM: تم تحرير المشاركه من قبل: رامـي ]