الانسان ليس عبارة عن جسد فارغ, بل هو كتلة من الاحاسيس, الجسد قابل للتغير مع عوامل الزمن او العمليات الجراحية العلاجية او التجميلية, و كذلك المشاعر و الاحاسيس قابلة للتغير, و لكن ماذا يحدث لو كان ذلك التغير في الاتجاه الخاطئ؟ ماذا لو لم يكن للشخص يد في ذلك التغيير الخاطئ؟ من نلوم؟ و هل يمكننا اعتبار ذلك الشخص طبيعيا مثلنا ام ماذا؟ تعالوا معي نبحر في مذكرات فيصل, صفحات متناثرة, اجزاء غير كاملة و لكنها قد تساعدنا على تكميل الصورة اللغزية.
الحلقة الثانية
1993 - 4 - 20
أمس حدث معي شيء غريب لم أفهمه, فبعد احتفالي بعيد ميلادي الحادي عشر توجهنا جميعا أنا و أهلي الى شاطئ البحر, وقد كان ذلك بوقت بداية الليل, و نحن معتادون على الذهاب الى الشاطئ القريب من منزلنا و لكن والدي قرر هذه المرة ان يأخذنا الى شاطئ اخر و هو الشاطئ القريب من سوق السالمية. هو ليس بمستوى الشاطئ القريب من منزلنا و قد كرهته من أول نظرة حتى قبل ان اترجل من السيارة. قررت السير بعيدا عن أهلي من دون حتى ان استأذنهم, أخذت بالمشي لمدة طويلة ثم قررت العودة و لكنني فوجئت بعدم وجود أهلي عند عودتي الى المكان الذي اعتقدت بان أهلي كانوا به. بدأت دموعي بالهطول كالمطر الى ان استوقفني شاب و أخبرني انه سيساعدني ولكن بشرط, وافقت و الدموع مازالت تنهمر و سألته عن الشرط, فقال لي وهو مبتسم ان شرطه ان يقبلني. مجرد قبلة, ذلك كان شرطه, لم استوعب الهدف من وراء طلبه و انا في هذه الحالة, و لكنني شعرت بالخوف منه فجأة و بدأت بالركض مبتعدا عنه و دموعي تزداد انهمارا و صوتي اختفى اثناء كثرة بكائي. و فجأة و أثناء ركضي وجدت أهلي, ركضت نحو أمي و القيت بنفسي بين ذراعيها و أخذنا نبكي نحن الاثنان و أبي و أختي أحلام و صديقي بسام فرحين لعودتي. و لكنهم لم يعلموا ان دموعي لم تكن فقط بسبب ضياعي , بل كانت من خوفي من ذلك الشاب أيضا. و حتى الان لم أخبرهم و لا أظن انني سأخبرهم عما حصل, فسأقوم بكتمانه كالعادة.
1995 - 4 - 25
يوم أمس تحدث أستاذ التربية الاسلامية عن الطهارة و التي يحثنا عليها الاسلام, و لكنه تطرق اثناء شرحه الى شيء غريب لم استوعبه جيدا, و لانني لم اقم بالتحضير للدرس كالعادة فكان كلامه عن ذلك الشيء مفاجأة بالنسبة الي, مفاجأة بشكل كلي. لم افهم جيدا لان ما يتحدث عنه لا يحدث معي, و لكنني استمعت خلسة الى بعض الطلاب المهملين الذين يجلسون في الخلف مني و هم يتحدثون بشكل مبسط و مضحك بالنسبة لهم عن ذلك الشيء ففهمته وكانت الصدمة أكبر. أصبحت أشعر بتقزز طوال ذلك اليوم , خاصة عندما اقابل احد ما يكبرني, حتى و لو كان من أهلي . فهمت اشياء لم اكن حتى اسأل عنها كبعض الاطفال عند اقترابهم من مرحلة المراهقة التي لا أفهم حتى الان ماهي. هل يعقل هذا؟ سأصبح كائن قذرا قريبا ؟ ماذا عن طفولتي؟ ماذا عن براءة الطفولة؟ هل أنا أركب احدى القطارات دون ان ادري وجهتي وليس لدي اي سيطرة عليها؟ ماذا لو رفضت عالم الكبار؟ لماذا لا أبقى طفلا؟ الا يحق لي ذلك ؟ فطفولتي تضررت من الحرب و من قبل بعض الاشخاص الذين أود لو اتمكن من نسيانهم و لكنهم ينامون معي في عقلي بشكل شبه يومي. هل هناك طريقة للبقاء طفلا؟ هل سأترك ألعابي قريبا؟
1997 - 9 - 15
اليوم هو أول يوم لي في الصف الأول من المرحلة الثانوية, اي اول سنة من المرحلة الأخيرة من الدراسة في المدرسة. لم أشعر بالسعادة فالوضع السيء للمدرسة أشعرني بالخوف و جعلني أفكر فيما سيحدث لي في المستقبل . أشكال و تصرفات الطلبة لم تشجعني على التألقم, و لكنني و اثناء احدى الحصص وقع نظري على أحد الطلاب, كان يناديه أحد من خلفي فعرفت أن اسمه أيهم, بدا نحيلا جدا و بشرته ذات احمرار واضح و شعره مائل الى الشقرة فبدا غريبا بالنسبة لبقية الطلاب, مثلي تمام فانا لا احد يشبهني في الصف بل ربما بالمدرسة القزرة باكملها.استجمعت قواي و قررت أن اتعرف عليه, و انا عندما اقرر التعرف على شخص ما اخطط لهذا بشكل دقيق لاحداث المناسبة التي تمكنني من التعرف الى ذلك الشخص, و لا انتظر الصدفة التي قد يطول انتظارها و قد لا تحدث البتة. ولكنني في نفس الوقت لا اظهر للطرف الاخر رغبتي حفاظا على كرامتي, او ربما كي لا يشعر بانه بمكان أفضل من مكاني.
بعد انتهاء حصة الحساب قمت بالقاء حاملة أقلامي بقوة على وجه أيهم و صرخت بسرعة في وجه من يجلس بجانبي مؤنبا اياه و كأنه هو من القاها على أيهم و ليس أنا, من يجلس بجانبي اسمه نواف و هو ضعيف الشخصية و يخاف مني و من معظم الطلاب فلم يرد علي الرد الذي استحقه أنا, لم اكترث ولم اعتذر و توجهت بسرعة البرق نحو أيهم الذي بدا غاضبا و أخبرته بان حاملة الاقلام لي و ان من بجانبي لم يقصد ان تصيبه فقد كان يود ان يلقيها من أجل اغاظتي فحسب لانه دائما يحب اذيتي. تفهم أيهم الموقف و شعرت باقترابي من هدفي, فقد ظهرت على وجهه علامات اعتبرتها علامات الرغبة في التعارف بحسب احدى نظرياتي الخاصة, و بالرغم من اصابته التي لم تمض عليها ثواني شعرت انه نسى او تناسى الالم بعد ان هممت الى التحدث اليه. قلت له انا اسمي فيصل من منطقة الدسمة , فعرفني على نفسه و اكتشفت انه يسكن بمنطقة قريبة جدا مني و هي الدعية. و الدسمة و الدعية تعتبران جزء من عاصمة دولة الكويت و يمكن الانتقال بين الاثنتين سيرا على الاقدام.
اعطيته رقم هاتفي من دون أن يطلبه و أخبرته عن برنامجي لنهاية الاسبوع و عرضت عليه الانضمام الى انا و اصدقائي. قال بانه سيخبرني قبل نهاية الاسبوع اذا كان في مقدوره الخروج معنا ام لا.
عدت الى مقعدي و انا اشعر بانتصار و من يجلس بجانبي ينظر الي نظرات المظلوم فماكان مني اللا ان ضربته باحد دفاتري الثقيلة على رأسه ليكف عن النظر الي, ثم تذكرت أن أيهم قد يراني و قد ياخذ انطباعا سيئا عني فقمت بالاعتذار بسرعة من نواف.
أهلا و سهلا بك يا أيهم في عالمي, عالم فيصل!
يتبع
[ أكتوبر 15, 2008, 05:23 PM: تم تحرير المشاركه من قبل: AL-MO-HANNAD / الحالم ]
المشاركات: 5849 | تاريخ التسجيل: فبراير 2004
|
مرسله في
مهمد .. اول مره اشوف الموضوع عن قريب وأتعمق فيو حبيت كتير البدايه والغموض اللي فيها حبيت الهدف من الموضوع .. وكإني حسيته بدون ما أشوف النهايه .. مع إنو التشويق واضح وبقوه بالموضوع .. يعطيك الف الف عافيه
بس عندي ملاحظه عن الحلقه التانيه مش عارف ازا في لخبطه بالاسماء .. ولا هدفك كان تلخبط او ما بعرف شو .
بأخر فقره .. وبأول جزء منها انت ذكرت انو اسم الشب اللي حابب يتعرف عليه فيصل إسمه " أيهم " .. وبعدين بأخر جزء .. لما فيصل ضرب نواف وخاف انو حسام يكون شايفه ! هل إنت تقصد أيهم بحسام ؟ وكانت عباره عن غلطه بالاسماء ؟ ولا قصدت تدخل شخصيه تالته بزات الجزء واللي هي حسام ؟
بدي منك توضيح لتعلقي بالموضوع
--------------------
المشاركات: 8446 | من: عروس البحر __ حيفا __ | تاريخ التسجيل: يونيو 2004
|
مرسله في
اهوا ماتم الاعتداء عليه من مدرسه او مو موضح ان الاعتداء صار عليه من مدرسه انت قايل بس انه كان ياخذ حلويات من المدرس بس مابينت شنو المقابل يمكن عبود حجازي فهم ان الاعتدء من المدرس عن طريق ردة فعل الام؟؟
وصديقه حاول يعتدي عليه
بس بالجزئية الاخيرة احس مو راكبة مع اللي فوقها
يعني هذي قصة عن صديقك؟
--------------------
من الف ليلة وليلة
المشاركات: 11990 | من: K U W A I T | تاريخ التسجيل: يوليو 2008
|
الحلقة الثانية انا رايي من راي نوفة بديت اكرهه! يعني اهوا واحد مظلوم ويعرف شنو احساس الشخص لما يكون مظلوم .. شحقه يستحقر ويظلم غيره ؟ المفروض انه مايسوي هالشي لان مجربه وذايق مرارته
ونفس ملاحظة فيجو بالنسبة لأيهم وحساب اختلاط اسماء بالغلط او حركة مقصودة من مهند؟؟
--------------------
من الف ليلة وليلة
المشاركات: 11990 | من: K U W A I T | تاريخ التسجيل: يوليو 2008
|
توضيح بالنسبة لحسام و أيهم. اول شي كان الاسم حسام, بس بعدين غيرته لأيهم و نسيته بمكان بالحلقة الاولى بس نبهني على الغلطة العضو السابق فيصل, و نفس الشي تكرر بالحلقة الثانية, بس يتني فكرة اني اخلي اسم حسام اللي كان بالحلقة الاولى لما قال انه قام بدفع حسام بدال ايهم, يتني فكرة اني اخلي الاسم, انه شاف بايهم حسام و اشخاص ثانيين اذوه.
وبالنسبة لردودكم, فمبدئيا اشكركم عليها بس ماراح ارد عليها (بعد اذنكم) اللا عقب جم حلقة علشان حاب انكم انتوا بروحكم توصلون الخيوط الضايعة اببعضها, في جم عضو و بدو يفسرون الشخصية, و هالشي حلو بغض النظر عن صحة التفسير, لان هذا دليل على ان في تفاعل ما بينكم و ما بين اللي المكتوب, و هالتفاعل اهوه اللي يشجعني اكمل. واوعدكم اني احدد فترة ارد فيها على تساؤلاتكم.
رد مقتبس:المرسل الأصلي هو _ غلا حصه_: لمن الحين اللي فهمته انه فبصل شخص شاذ , بس بكتابات المهند ما نقدر نفهم الموضوع الا بالنهايه و هذا اللي احس انه راح يصير ..
يعجبني اسلوبك بالكتابه, حيل مشوق و يخليني ننتظر الحلقات اليايه و نبي نقراها باسرع وقت
ما توقعت من فيصل انه يتعرف على احد بمثل هالطريقه , احداث هاليوم بالذات طلعت جانب يديد من شخصيته , يمكن ما يكون شاذ لكن صداقاته مبنيه على الحب اكثر ..
يعطيك العافيه
-------------------- ~~علمتني روما أن أري حريتي من غير حدود~~ المشاركات: 520 | من: ايطاليا | تاريخ التسجيل: أبريل 2008
|
إرسال هذه الصفحه لصديق!
لطباعه هذا الموضوع
![[Big Grin]](biggrin.gif)
![[iwantattention]](graemlins/iwantattention.gif)
![[crying]](graemlins/crying.gif)
![[Smile]](smile.gif)
![[Frown]](frown.gif)
تحياتي فديتني ارق قلب حساس 
![[Eek!]](eek.gif)
![[Embarrassed]](redface.gif)
![[rose]](graemlins/40.gif)
![[Roll Eyes]](rolleyes.gif)
![[heartpump]](graemlins/heartpump.gif)
![[bye]](graemlins/bye.gif)
![[Razz]](tongue.gif)
